20 سبتمبر 2025

تسجيل

اليوم الأسود في السودان

09 يوليو 2011

اليوم سوف يسجل التاريخ حدثاً مهماً ومفصلياً في حياة الوطن العربي عندما نشاهد جزءا من تراب الوطن السوداني ينفصل عن السودان الوطن وينفصل عن الهوية العربية والإسلامية وتعلن دولة جديدة لا أعرف شخصيا ما هو الاسم الذي اختاره الانفصاليون لها حتى الآن. اليوم سنرى تمزيق وتفتيت دولة عربية إلى قسمين وياليت أنهما سينفصلان ويحافظان على عروبتهما كما حدث في انفصال الجمهورية العربية المتحدة عام 1961 بعد وحدة استمرت منذ عام 1958 وكما حدث بانفصال اليمن بشماله وجنوبه ثم عاد وتوحد من جديد لأنه من نسيج عربي واحد ولكن سنرى في السودان دولتين دولة عربية في الشمال ودولة أجنبية في الجنوب. اليوم سوف يشهد التاريخ تقسيماً في حدود الوطن العربي وهو التقسيم الثاني بعد التقسيم الأول في معاهدة سايكس- بيكو التي قسمت الوطن العربي إلى دويلات متباعدة ومتناثرة. معاهدة سايكس – بيكو التي مزقت الوطن العربي هي السبب في ضعفه وهوانه وهي السبب في تشرذمه والنكبات التي حلت بالوطن العربي لأن الوطن العربي وبناء على هذه الاتفاقية أصبح عاجزاً عن مواجهة التحديات الاستعمارية لأنه أصبح ضعيفاً والضعف والهوان هو الذي مكن العدو الصهيوني من الاستمرار في قلب الوطن العربي رغم أنه جسم غريب والجسم الغريب سرعان ما يلفظه الجسم الصحيح والقوي ولكن لأن الوطن العربي أصبح جسماً ضعيفاً وهزيلاً لهذا استمر هذا الكيان باحتلال فلسطين واستمر في تهديد الأمن القومي العربي وهذا ما خطط له الاستعمار القديم في إبقاء الوطن العربي مفتتاً ممزقاً بناء على هذه الاتفاقية المشؤومة ومن أجل استمرار تقسيم هذا الوطن زرع هذا الاستعمار الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي. اليوم ينفذ الاستعمار الحديث الخطوة الثانية من اتفاقية سايكس- بيكو ولكن ليس بأسلحة الاستعمار الحديث المباشرة خاصة في السودان وإنما في أسلحة عربية عندما وافق نظام السودان على انفصال الجنوب وهذه مسؤولية تاريخية يتحملها النظام الحاكم في السودان وهو يعلم أن هذا الانفصال هو إرادة صهيونية- أمريكية وفق مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي رسمته الإدارة الأمريكية برغبة صهيونية ويعرف هذا النظام أيضا أن هذا المخطط بتقسيم المقسم وتفتيت المفتت في الوطن العربي بدأ بغزو واحتلال العراق ويعرف جيداً أن الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية ومعهما الغرب هم من ساعد المتمردين في الجنوب وأمدهم بالسلاح والأموال لتحقيق هذا الحلم بانفصال الجنوب عن الشمال لأنهم يريدون من هذا الجنوب أن يكون خنجراً في خاصرة السودان العربي والجسد العربي ويعرف النظام الرسمي العربي مع النظام السوداني أن انفصال الجنوب السوداني هو هدف صهيوني أمريكي غربي أيضا ويعرف هذا النظام خاصة نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أن هذا الانفصال هو أخطر على الأمن القومي المصري قبل أن يكون خطراً على المتمثل بالنيل سوف يهدده هذا الجنوب غير العربي ومياه النيل بالنسبة لمصر وشعبها تعني حياة أو موتا. كما أن النظام الرسمي العربي الذي ظل ساكناً ومتفرجاً على تمزيق وحدة السودان يعرف جيداً أن مثل هذا الانفصال الذي عملت الصهيونية والإدارة الأمريكية والغرب عموما لتحقيقه ممكن أن يمتد إلى أقطار عربية وهذا ما يتماشى مع مخطط الشرق الأوسط الكبير. ورغم معرفة هؤلاء بكل هذه الأخطار فإنهم يتفرجون بل إنهم يباركون اليوم الأسود بالسودان.