10 سبتمبر 2025
تسجيللغابات المانغروف طابعها الخاص الذي يميزها عن غيرها، إذ تتمتع أشجارها بالقدرة على البقاء والنمو في المناطق الساحلية، وتستطيع أنواع عديدة منها تحمّل نسبة الملوحة المرتفعة، ومن بينها تلك الموجودة في قطر. ومن أبرز ما يميّز غابات المانغروف نظامها البيئي، فله أهمية بالغة وفوائد جمَّة للمجتمعات المجاورة، وهي فوائد يغفل عنها الكثيرون، ومنها تخزين وامتصاص كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، مما يسهم في الحد من مستوياته في الغلاف الجوي. كما تحافظ غابات المانغروف أيضاً على الشواطئ من التآكل، وتحمي المجتمعات الساحلية من خطر العواصف والفيضانات، وهو الدور الذي ستزداد أهميته مع ارتفاع مستويات البحر بفعل عوامل التغيّر المناخي. وإلى جانب ذلك، تعد غابات المانغروف مصدراً لتعزيز التنوع البيولوجي الساحلي، ولكن للأسف، فإن هذه الغابات المنتشرة حول العالم تواجه خطرا داهما قد يؤدي إلى اختفائها، وفيما يتعلق بدولة قطر، فالوضع يدعو للتفاؤل، إذ أدركت دولة قطر منذ أمد طويل أهمية غابات المانغروف ، وبذلت جهوداً مكثفة لحماية هذه الأنظمة البيئية المهمة واستعادتها. وقد سبق لوزارة البيئة والتغير المناخي أن قادت هذه الجهود بالتعاون مع منظمة اليونيسكو ومنظمات غير حكومية مثل «لكل ربيع زهرة». وحاليَّا، يقود مركز إرثنا مشروعاً لإحياء غابات المانغروف في قطر بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي، وجامعة قطر. ولا تتمثّل أهمية هذا المشروع في الحفاظ على النظام البيئي بالغ الأهمية لغابات المانغروف فحسب ، بل سيساعد المشروع أيضاً في تعزيز فهمنا للتفاعل البيئي بين أشجار المانغروف ، وأعشاب البحر، والشعب المرجانية. فضلاً عن استكشاف مفهوم «الحلول القائمة على الطبيعة» من خلال إثراء معلوماتنا حول طبيعة أشجار المانغروف التي تعد سلاحاً طبيعياً يحمي السواحل من خطر ارتفاع مستويات البحار الناجم عن الاحتباس الحراري العالمي. وأخيراً نؤكد أن حماية البيئة مهمتنا جميعاً.