11 سبتمبر 2025

تسجيل

الجزيرة ووجه الاحتلال القبيح

09 يونيو 2021

العمل في مجال النقل التلفزيوني المباشر من موقع الحدث دائماً ما يواجه الكثير من الصعوبات والتحديات التي تسيء لاستخدام المهنة ولا تعترف بالقوانين والأعراف الإعلامية والصحفية المتبعة في مواثيق الشرف الإعلامي، فهم يكتبونها ولا يطبقونها بحذافيرها. أبشع صور القمع وما جرى قبل أيام من اعتقال سافر لمراسلة الجزيرة جيفارا البديري على الهواء مباشرة، كان بمثابة وصمة عار في جبين الصهاينة الذين لا أمانة لهم ولا شرف مهنية واحترام قدسية العمل الصحفي في نقل الحدث.. ومنذ انطلاق شبكة الجزيرة في عام 1996م وهي تواجه هذه الحرب طوال فترة مشوارها ومسيرتها الإعلامية التي فقدت فيها الكثير من الزملاء، سواء من الموتى أو الجرحى الذين لم يسلموا من أعداء حرية الكلمة ومنها إسرائيل بالذات التي تُعرف بوجهها القبيح في عدم التعامل بأريحية مع كافة المراسلين من داخل الأرض المحتلة.. والجزيرة أول الذين تجرعوا آثار ذلك التعامل التعسفي مع جنود الاحتلال مع كل أسف. هزائم متلاحقة العدو الصهيوني يمرّ اليوم بأزمة سياسية وخلافات لا مثيل لها منذ عقود عصفت بالأحزاب الحاكمة خاصة بعد حرب 2021م التي هزم فيها الشعب الفلسطيني عدوهم شرّ هزيمة، ولقنه أقسى الدروس التي لا ولن تنسى على مدى التاريخ؟! والكيان الصهيوني الوهمي كان وما زال من الكيانات التي تتفاخر بقوة جيشها وارتفاع معنوياته في كافة الحروب التي خاضتها مع العرب في السابق، واتضح مدى ضعف الأداء في الحرب الأخيرة على غزة التي انتصر فيها أصحاب الأرض بشهادة كافة وسائل الإعلام في دول العالم. مواثيق الشرف الإعلامي وإذا كان الاحتلال يتبجح بأنه ينشد حرية النقل والتعبير عبر محطاته التلفزيونية الباهتة، فإن ما حدث مع مراسلة الجزيرة أمس يثبت أنه قد سقط في دروس الحرية التي لم تعد ملتصقة بالدولة العبرية.. فمواثيق الحريات الصحفية أصبحت في طي النسيان ولا قيمة لها بعد هذا اليوم. فتسهيل مهمة الصحفيين والحرص على سلامتهم دون النظر إلى الدين أو العرق أو الملة وقت نقلهم للأحداث كلها كانت شعارات زائفة. كلمة أخيرة مراسلة الجزيرة في فلسطين المحتلة "جيفارا البديري" من النماذج الإعلامية التي فرضت على الاحتلال كلمتها وقوة مكانتها كإعلامية ناجحة وصادقة لم تستسلم لوسائل الطغيان، واقتيادها للاعتقال والتحقيق معها بطريقة متعجرفة؛ لأنها تبحث عن المعلومة الصائبة من باب الإصرار على نقلها من أرض الحدث. ‏[email protected]