12 سبتمبر 2025

تسجيل

اتقِ من رفعك فوق قدرك!

09 يونيو 2021

هذا دأبه.. إذا التقيت به.. احتضنك وأرسل إلى خدك المشيب عشرات القبل.. ثم أردف.. أين أنت؟! اشتقت إليك.. ومن ثم يكيل إليك المديح بدءا بأنت النموذج الإنساني الوحيد.. حتى تعتقد أن الباري لم يخلق سواك فأنت من وجهة نظره في حكمة الفلاسفة.. وفي جمال يوسف.. وفي طهر الأنبياء والرسل.. وهكذا يسرد على مسامعك ما ليس فيك.. حتى تشك هل أنت المقصود بهذه الترهات أم أن هناك شخصا آخر..؟ واكتشفت أن هذه اللعبة تسعد ضعاف النفوس.. فهذا المريض يمارس مرضه على ضعاف النفوس وينجرف العديد من المسئولين أمام دجله.. فهو لاعب ماهر يصطاد ضعاف النفوس.. فهذا المسؤول ما هو إلا فارس الهيجاء.. فهو في شاعرية المتنبي، وفي بطولة خالد بن الوليد، وهو قد جمع حكمة سقراط وأفلاطون وأرسطو.. وأما عن شاعريته التي لا تخرج عن المحفوظات للمرحلة الابتدائية، ففي تصور هذا الدعي يوازي إبداعات طرفة بن العبد والبحتري وأبو تمام. مع الأسف أن هناك حكمة رائعة كأنما بعض النفوس الضعيفة لم يسمعوا بالحكمة الرائعة.. "اتقِ من رفعك فوق قدرك".. مع الأسف مثل هذه النماذج يحصدون كل شيء، في الحياة العامة، في الدوائر الحكومية.. مدرستهم أن يكيلوا المدائح.. وهم يعرفون أن كل ما يطرحونه عبارة عن كذب وادعاء، والآخر مع معرفته أن هؤلاء ادعياء وانهم نصابون ولكن ينتفخ كالبالون.. أحدهم إذا تحدث عن جربوع من الجرابيع قال لا فض فوه وقل حاسدوه المبدع الأبرز والأعظم والأخطر.. أستاذ الأجيال في مجال الموسيقى والفن والغناء.. أما الممثل فهو العبقري.. أين منه "أرسون ويلز" ومحمود المليجي.. إنه نجم الغناء والتمثيل.. حتى أن شارلي شابلن قد تعلم على يديه بدايات التجسيد.. وتوم جونز كان صبيًا في مدرسته.. والمؤسف أن هذه النماذج تكسب الأرضية.. فهو عرس في كل محفل.. والأدهى والأمرّ أن مريديه يزدادون كل يوم.. وهو ليس نموذجًا أحاديًا.. بل حالة اجتماعية مع الأسف. القيادة للعديد في كل مجال ولكن ما يثلج الصدر أن جل هذه النماذج لمن لا ينتمي إلى ثرى هذا الوطن.. أحدهم قال: خلهم يترزقون.. والرزق يحب الخفية.. وهؤلاء أخف من الريشة في مهب الريح.. وغدًا عندما يغادرون هذا الوطن سيكون تعليقاتهم.. "ناس أغبياء ضحكنا عليهم"، وهذا مع الأسف ما سمعته من أحدهم قبل مغادرته أرض قطر. صدق من قال: "اتقِ من رفعك فوق قدرك"..!! ‏ [email protected]