13 سبتمبر 2025

تسجيل

فضائل الصدقات (2-2)

09 يونيو 2016

وفي الصدقات شكرٌ من العبد لنعم الله تعالى عليه ؛ فقد جاء في (سُنن أبي داوود) عن عبد الله بن بُريدة قال: سمعت أبي بريدة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلًا فعليه أن يتصدق عن كل مفصلٍ منه بصدقة ".أما أنواع الصدقات فهي من فضل الله تعالى كثيرةٌ جدًا ؛ إذ إن منها ما يكون بالقول، ومنها ما يكون بالعمل، ومنها ما يكون بمجرد النية، وخير دليلٍ على ذلك ما صحَّ عند (البخاري) عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما)، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كل معروفٍ صدقة". والصدقة لا تنحسر في مجرد بذل الأموال وإخراجها من النقود للفقراء والمساكين، أو صرفها في أوجه الخير المتعددة، فقد جاءت تعاليم الدين الحنيف وتوجيهاته لتوضح لنا أن هناك أوجهًا كثيرةً لبذل الصدقات، وأنواعًا متعددةً لفعل الخير بنية الصدقة، وانطلاقًا من هذا المعنى فإن من أنواع الصدقات التي أرشدتنا إليها تعاليم وتوجيهات ديننا الحنيف الإنفاق على النفس والأهل والأولاد، والإحسان إلى الأقارب والأرحام واحتساب ذلك كله عند الله تعالى لما جاء في (المستدرك) عن جابر (رضي الله عنه) أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل معروفٍ صدقة، وما أنفق الرجل على نفسه وأهله كُتب له صدقة".ولما صحَّ عن أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - في (الصحيحين) أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقةً وهو يحتسبها كانت له صدقة". - ومن الصدقات الحرص على بشاشة الوجه وحُسن ملاقاة الآخرين، والتبسم في وجوههم، وإظهار البهجة بهم ومعهم، أو أن تُقدِّم لهم نفعًا مهما كان يسيرًا، لما جاء عند البخاري في (الأدب المفرد) عن جابر (رضي الله عنه) أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلقٍ، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك".- ومن الصدقات أن يكون المسلم من مفاتيح الخير ومغاليق الشر بأن يدل على الخير ويُرشد إليه وينصح به، لما جاء في (شُعب الإيمان) عن ابن عباس (رضي الله عنهما): عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كُلُ معروفٍ صدقة، والدالُ على الخير كفاعله".- ومن الصدقات التي قد يجهلها كثيرٌ من الناس إفشاء السلام على من عرف الإنسان ومن لم يعرف من إخوانه المسلمين، وإماطة الأذى عن طريق المسلمين، وعيادة المريض والسلام عليه والتخفيف عنه والدعاء له. كما أن من الصدقات إغاثة الملهوف ومد يد العون والمساعدة لمن يحتاجها من المسلمين، ودلالة التائه وهدايته للطريق، وكل ما في حكم ذلك من الأفعال والأقوال الحسنة فهو من أنواع الصدقات التي يؤجر الإنسان عليها لما جاء في (شعب الإيمان) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على كل مسلم في كل يوم صدقة، قالوا: يا رسول الله ومن يطيق هذا قال: إن تسليمك على الرجل صدقة، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وعيادتك المريض صدقة، وإغاثتك الملهوف صدقة، وهدايتك الطريق صدقة، وكل معروف صدقة".- ومن الصدقات التي يجري أجرها على العبد ولو بعد حين - بإذن الله تعالى - أعمال الخير التي تكون بمثابة الصدقة الجارية، والسعي في إصلاح ذات البين بين المتخاصمين طمعًا في إصلاح شأنهم، ومناصحة الجُهال والغافلين وإرشادهم إلى الحق والصواب، والصبر على أذى الناس، والعفو عن إساءاتهم، وإحسان الظن بهم، والدعاء لهم بالخير، وحُسن المعاشرة بين الأزواج، والحرص على حُسن تربية الأولاد والبنات، والإحسان إلى الخدم والعمال، ودفع الحقوق إلى أصحابها، والإحسان إلى الجيران، والرفق بالحيوان، والعطف على الأيتام وتفقد أحوالهم والمسح على رؤوسهم، كما أن الكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوةٍ يمشيها الإنسان إلى الصلوات، وأماكن الطاعات، ودروس العلم، وحلقات الذكر، ومجالس الخير صدقة، وما أجمل أن تكون الصدقة على من يستحقها من الأهل والأقارب وذوي الرحم فهم أولى بها من غيرهم لما صحَّ عند (النسائي وابن ماجة) عن سلمان بن عامر - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الصدقة على المسكين صدقة. وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة".