12 سبتمبر 2025
تسجيلأقيمت الزينات، وصدحت الأغنيات، طبل الرجال، ورقصت النساء، ابتهاجاً بتنصيب السيسي رئيساً لمصر، وبينما كان قصر القبة يغص بالمدعوين للاحتفالية الفخمة كان الشارع يلتهب بالحشود الرافضة لمن نصبوه رئيساً مطالبة بعودة مرسي الرئيس الشرعي! مشهد في غاية التناقض يسجل حالة حادة للاختلاف والخلاف الذي لا يعلم إلا الله إلى أين سيذهب بمصر، أما المؤكد فهو أن السيسي أصبح رئيساً (جابه الصندوق) تماماً مثل مرسي الذي نجح في أنزه انتخابات جرت في مصر هكذا قال الصندوق! الآن وقد أودع مرسي وراء القضبان لا مجال لطرح أي أسئلة خاصة بعد قوائم الإعلام الأسطورية غير المسبوقة، وبراءة المتهمين بقتل خير رؤوس مصر بعربة الترحيلات! ويظل السؤال الآن هل من سبيل إلى الاستقرار والشارع يفور، ويثور كل يوم دون هوادة غير معترف برئيس مصر الجديد، يبدو أن الأمر عويص إذ رغم تعرض الناس للقتل اليومي يستمرون في مظاهراتهم دون أدنى خوف! طيب ماذا سيفعل السيد الرئيس بالشارع الملتهب الذي مازال ينادي (مرسي رئيسي)؟ صوت العقل يقول مطلوب وفوراً توفير طقس من العدل والإنصاف، مطلوب الإفراج عن المعتقلين، كل المعتقلين، والقبض فوراً على آلاف البلطجية الذين روعوا المصريين وإيداعهم السجون ليستشعر الناس أمنهم المفقود! ثم تعويض أهالي الضحايا الذين فقدوا فلذاتهم، والشطب على كل أشكال الإقصاء لأن أقل أضراره فقدان السلام المجتمعي، ولأن مصر للجميع وبالجميع لا مجال لفصل فصيل عن بقية الأمة تحمل أوجاعاً عظيمة، ونزف طويلاً.مطلوب الجنوح لمصالحة عاجلة ترحم الأمة من أوجاعها، وترتق النسيج الوطني الممزق، مطلوب وفوراً شطب (احنا شعب وانتو شعب) لأنه لن يتحقق شيء ذو بال إلا بشعب متكامل ليس مفتتاً (لألف حتة) حفظ الله مصر من كل سوء. * طبقات فوق الهمس* لعل استعادة (منظومة القيم) بعد تفشي عاهات شديدة القبح في المجتمع من أكبر التحديات التي ستقابل الرئيس.* ملفات كثيرة، وأوجاع جمة، تجعلنا نسأل ما خطه السيد الرئيس مع قضايا البطالة، والتعليم، والصحة، والأمن في الشارع؟* إذا استمرت المظاهرات رغم قمع الشرطة ماذا سيفعل وزير الداخلية بالمتظاهرين؟ هل سيقتلهم جميعاً؟ أم يعتقلهم؟* مطلب السيسي من ضيوفه الوقوف تحية للشهداء غير كاف إذ للدم الذي سال استحقاقات كثيرة يجب استيفاؤها.* قال السيسي في كلمته "أيها الأخوة والأخوات لا أجد من الكلمات ما أعبر به عن السعادة بكم" بقي أن يسعد الأخوة والأخوات بالسيد الرئيس.* قبل الخبز يجب أن يحل السيد الرئيس مشكلة (صراع الشرعيات) الذي مازال صوته أعلى من صوت أغنية تسلم الأيادي.* عندما يقول السيد الرئيس لا مكان للإخوان فهو يغلق الباب أمام أي فرصة كي يأخذ الشعب المتعب أنفاسه، ويهدأ، ومازالت جروحه خضراء تنزف.* كل محاولات الاستقطاب نار ستحرق الجميع.* هل يدخل في الاهتمامات الرئاسية إعادة بناء الإنسان المصري في إطار أخلاقي جديد.* إعادة (هيبة مصر) لا تقل أهمية عن إعادة بناء مؤسسات الدولة النظيفة من الفساد، والمحسوبية، وشيلني وشيلك.* كل بناء لا يستند إلى الحق والعدل منكس لا محالة.* يقول رئيس مصر الجديد (لا تهاون ولا مهادنة مع من يلجأ إلى العنف)، لماذا لا يوجه هذا القرار للشرطة التي يقتل رصاصها الشباب كل يوم؟* كرسي مصر ليس حريرياً ولا ليناً ناعماً، كرسي مصر له استحقاقات تجعله متعباً موجعاً لمن قرر الاسترخاء فوقه!* هل سينتبه الرئيس في غمرة ابتهاجه بالتنصيب لدموع أم قتلوا ابنها؟ لدموع يتيم قتلوا عائله؟ * عزف الروح* اللهم إنا نشكو لك هم الحجاب، وسوء الحساب، وشدة العذاب، وكله واقع بنا إن لم ترحمنا، لقد شكا لك يعقوب من حزنه فرددت عليه نور عينيه وفلذة كبده، اللهم اغسل قلوبنا من الحزن، ورد علينا أرواحاً مطمئة تحبك وتعبدك كما تحب وترضى.