13 سبتمبر 2025
تسجيلاعتادت الأسر والعائلات و"الأفراد" على الاستعداد للاستمتاع بالإجازة الأسبوعية، وتزداد "جدية" الأسر والعائلات فى الاستعداد "الجيد" لقضاء إجازة سنوية ممتعة، وذلك بوضع البرامج والخطط والبحث عن كل العروض والبرامج "الترفيهية والسياحية" داخل وخارج قطر، وذلك كله من أجل الاستمتاع بإجازة فصل الصيف، ولا تقتصر عملية استعداد الأسر والعائلات والأفراد على الاستعداد الجيد فقط لقضاء الإجازة الأسبوعية أو السنوية، بل نستعد جميعاً لحضور المناسبات والأعراس والحفلات وكافة أشكال المشاركات "الاجتماعية"، كما نستعد جميعاً للمشاركة فى المؤتمرات العلمية وغيرها، ولكن السؤال.. هل اغتنمنا شهر شعبان للاستعداد لشهر رمضان المبارك؟ جميعنا يستعد فى شهر شعبان، وخاصة مع أواخره لاستقبال شهر رمضان المبارك، بشراء المستلزمات والأطعمة وكل ما لذ وطاب والتحضير للولائم اليومية أو الأسبوعية، جميعنا يستعد بكل هذه الأمور، وهذا أمر مرغوب ولا ضرر فيه، ولكن على أن لا يكون ذلك على حساب استعدادتنا "الروحانية" وتهيئة أنفسنا "لاغتنام" خيرات شهر رمضان المبارك، وهو أفضل شهور السنة، جميعنا نستحق أن نبذل القليل من الجهد فى شهر شعبان لتهيئة أنفسنا وأجسادنا لإقامة العبادات فى شهر رمضان، مع مراعاة الحرص على المسارعة إلى الطاعات والإقبال على العمل الصالح، وهو ما يفترض علينا الحرص عليه طوال العام وليس فى مثل هذه الشهور "المباركة"، علينا جميعاً أن نستعد فى شهر شعبان لنحصد "خيرات" شهر رمضان، الذى تفتح فيه أبواب الرحمة والمغفرة والقيام فيه إيماناً واحتساباً، لعلنا نفوز بليلة القدر، وهى خير من ألف شهر، لعلنا نحصل على المغفرة من المولى عز وجل ويغفر لنا الله ما تقدم من ذنوبنا.علينا جميعاً الاستعداد لشهر رمضان المبارك ونغتنم الفرصة فى شهر شعبان، بعد أن ضاعت علينا برحيل شهر رجب، وكان السلف الصالح يخرج زكاة ماله قبل أن ترفع الأعمال السنوية في ليلة منتصف شعبان وبعضهم يوزع المأكولات والهريس والثريد على الجيران والفقراء والمحتاجين ويكثر من النوافل في هذه الليلة الخامسة عشرة من شعبان وتعرف بالنافلة في منطقة الخليج والفرصة مازالت أمامنا لنستعد جدياً لاستقبال الشهر الفضيل، ولنسير على هدى رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم، وكثرة الصيام فى شعبان، وتدريب أجسادنا ونفوسنا على العبادات السليمة، والأعمال الصالحة، لندخل فى رمضان ونحن على أهبة الاستعداد لإقامة الليل، وفعل كل عمل يرضي الله، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، وعلينا كثرة قراءة القرآن في شهر شعبان، والحرص على الصلاة في جماعة، علينا جميعاً أن نستعد من الآن لشهر رمضان المبارك، ونحرص على الاستعداد الجيد كما نستعد لرحلاتنا الأسبوعية وإجازاتنا السنوية، ولنعلم جميعاً أن هذا هو الاستعداد الأفضل الذى ينفعنا في الدنيا والآخرة، لنعلم جميعاً أن أبسط ما يمكن أن نقدمه لأنفسنا هو العمل الصالح، وعلينا أن نغتنم فرصة مثل هذه الشهور المباركة لحصد الحسنات والحصول على المغفرة والرحمة من الله سبحانه وتعالى، علينا جميعاً أن نعمل طوال العام، وأن لم نتمكن فعلى الأقل علينا "اغتنام" مثل هذه الشهور التى أنعم الله بها علينا كمسلمين، وأخيراً أدعو الله لي ولكم الاستعداد الجيد في شعبان لشهر رمضان، والله من وراء القصد.