04 أكتوبر 2025
تسجيلمن أجمل وأروع القرارات التي اتخذتها إدارة تلفزيون قطر هو قرار إعادة عرض الأعمال الدرامية القطرية القديمة التي أسست لمرحلة قوية تألقت فيها الدراما القطرية كأجمل ما يكون التألق وبالتأكيد فإن الزمن لا يمكن أن يعود للوراء ولكن هناك زمنا جميلا ورائعا بشخوصه وأصواته وأماكنه ووجوهه التي استقرت في ذاكرة الناس ورسمت بإبداعها أجمل لوحة لزمن رائع لا يمكن له أن يتكرر وكتبت للناس ذكريات حلوة ما زلنا نتغنى بها. تلك الأعمال الدرامية القديمة عادت بقوة لتتسيد شاشة تلفزيون قطر وسط أجواء من استحسان الجمهور واستقبالها بالشوق والحنين ذلك الجمهور المتعطش لهذه الأعمال فهي لا تحكي فقط حكاية مرحلة من العمر هي ليست مجرد مشاهد درامية ومسلسلات بل هي حكاية حب، حكاية وطن وهوية، حكاية قيم وعادات جميلة، حكاية قلوب صافية نقية، حكاية عفوية قادمة من القلب لتستقر في القلب، حكاية أماكن قديمة تغيرت ملامحها، حكاية مبانٍ وشوارع محلات، أسواق ومنازل، وآه من الأماكن حين تأخذ دور البطولة في هذه الأعمال لتحكي وتروي لأبنائنا الذين لم يشاهدوها حكاية وطن ومشوار وطن يخطو نحو التقدم منطلقا بقوة وبسرعة يسابق الوقت والزمن نحو التقدم والشموخأ حكاية البيئة القطرية الجميلة تلك حكاية لم تستطع كل الأعمال الحديثة أن ترويها رغم الإمكانيات الضخمة المتوافرة لها إلا أنها باتت خاوية من المضمون مقارنة بتلك الأعمال القديمة فهناك أعمال تبقى دوما في الذاكرة ويظل لها حضور مميز مهما مر عليها الزمن لا تفقد تماسكها وثباتها وتظل تسحر الجمهور وكأنها تعرض للمرة الأولى لذلك نجد القنوات أصبحت اليوم تبحث عن أكثر الأعمال قربا من ذاكرة الناس، هذه الأعمال تحمل بعدا إنسانيا يجب أن تقدم لأطفالنا لأنها تساهم في تعزيز القيم الإنسانية في مجتمعهم لديهم وإضاءة عقولهم وإعطائهم معنى أكثر عمقا عن الحياة، هذه دعوة لمتابعة هذه الأعمال على الشاشة القطرية التي تعرض حاليا مسلسل البيت الكبير الذي يحكي قصة الأسرة الممتدة في البيت الواحد والقلب الواحد وقبله مسلسل التائهة والقائمة تطول في الحديث عن أرشيفها المحلي المشرق بالعديد من الأعمال المتميزة الصالحة لكل زمن، تحية لأبطال ذلك الزمن الجميل والذين ما زالوا يتألقون بنبض العطاء، تحية للمبدعين الذين لا تسع هذه المساحة لذكر أسمائهم ودعوة لهم بالعودة من جديد. فهم الرواد لهذا الإبداع المميز والنادر.