18 سبتمبر 2025
تسجيلبما أن التكنولوجيا تعني حسب أصلها الإغريقي المهارة في فن التدريس، وهو ما نسعى إليه نحن المعلمين بشكل دؤوب ومستمر في ظل التفجر المعلوماتي الكبير والرهيب الذي نعيشه في أيامنا هذه، فتفعيلها — حتماً — شرط أساسي ولازم لجودة التعليم والمضي به إلى درجات عالية من الحرفية، يصفها (الفرا) بـ: التطبيق العملي للنظريات المعرفية في المجالات الحياتية وذلك بقصد الاستفادة منها واستثمارها. كما يمكن تعريف تكنولوجيا التعليم بأنها مجموعة متكاملة من العمليات المنظمة التي تهدف لتوظيف جهود العلماء في مجال التكنولوجيا لخدمة المواقف التعليمية وفق أسلوب النظم من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية وتحقيق أهدافها، وبالتالي يكون هناك تفاعل متبادل بين كل من (التكنولوجيا والبيئة الصفية — التكنولوجيا والمعلم — التكنولوجيا والمتعلم). أي تضم الطرق والأدوات والمواد والأجهزة والتنظيمات المستخدمة في نظام تعليمي معين بغرض تحقيق أهداف تعليمية محددة من قبل. إذن تكنولوجيا التعليم لا تعني مجرد استخدام الآلات والأجهزة الحديثة ولكنها تعني في المقام الأول الأخذ بأسلوب الأنظمة الذي تقدمه التكنولوجيا وفق نظريات التعليم والتعلم. ويؤكد هذا الأسلوب النظرة المتكاملة لدور الوسائل التعليمية وارتباطها بغيرها من مكونات هذه الأنظمة ارتباطاً متبادلاً. ويلخص أحد الباحثين دور وسائل وتكنولوجيا التعليم في إدراك وتعلم الطلاب بالإدراك الإنساني من خلال عمليات متصلة هي الانتباه المتمثل في يقظة الحواس الإنسانية كالسمع والبصر والشم والذوق واللمس والحاسة السادسة الحدس، والإدراك الحسي أو الملاحظة الحسية من خلال شعور الطالب المبدئي بموضوع الإدراك حوله. وتجسد هذه العملية الأساس الفعلي للإدراك الفكري العام، ويتوقف عليها نوعه وقوته ودقته. ثم الإدراك الباطني ويتم خلال عمليات التمييز والتبويب والتنظيم، وذلك حسب خصائص الموضوع المدرك من حيث الحجم والعمق أو الكثافة والفراغ أو الحيز والوقت والحركة والصوت، ثم الخبرات السابقة. وأخيراً يكتمل ذلك عند دمج الفرد للموضوع في خبراته السابقة الفكرية والحياتية وإحداث بناء إدراكي جديد لديه، وهذا ما يسمى بالتعلم مع العلم أن التعلم هو الفرق بين البناء الفكري القديم والجديد للفرد. وضمن هذه المنظومة يكون تفعيل تكنولوجيا المعلومات عاملاً محفزا وخلاقاً داخل صفوفنا، ورديفاً أصيلاً للمعلومة ولتوصيلها، لا سيما إذا امتلك هذه المعلومة والتكنولوجيا مبدع يستطيع بحسه ومهارته إضفاء الروح الإنسانية على التكنولوجيا لتصبح رسول علم ينشر ضياءه بين الطلاب.