18 سبتمبر 2025

تسجيل

استعمار جديد اسمه "اليونيمس"!؟

09 يونيو 2011

لن نجامل على حساب مستقبل أجيالنا ولن نسكت لمن يتدخل في شؤوننا استعمار جديد اسمه اليونيمس (قوات الأمم المتحدة) أو القوات الدولية تجثم على صدر الشعب السوداني وتحتل قلب عاصمة بلاده الخرطوم، لديها مطلق الحرية في دخول الأجواء، واصطحاب من تشاء وتسريب ما تشاء، لديها إمبراطورية حديدية عبارة عن مبان مدرعة ومحصنة ومحمية بالسلاح.. لا أحد يعلم ما بداخل تلك الحاويات الضخمة التي تأتيها من الخارج، ولا أحد يعلم بهويات منسوبيها من صهاينة ويهود وأعداء السودان والحاقدين عليه. لا أحد يعلم ماذا تفعل كل هذه السيارات التي تقف بالمكان أمام تلك الإمبراطورية العظيمة ولا أحد يدري النوايا والأجندة الخفية التي تضمرها لنا هذه القوات ومن يقف خلفها من (المجتمع الدولي)، يقال إنها جاءت لبلادنا في ظل اتفاقية السلام الشامل بموجب اتفاق بين الشمال والجنوب والأمم المتحدة لحراسة الاتفاقية.. فهل سمعتم يوماً طوال السنوات الست التي أعقبت إنفاذ الاتفاقية أن هذه القوات تحركت لحماية تلك الاتفاقية!؟أنا شخصياً أجاور تلك القوات من سكناي ولم أر ولم أسمع يوماً بأمر كهذا.. رغم الاختراقات والخروقات العظيمة التي بدرت من قوات الحركة الشعبية خاصة أحداث الإثنين واعتداءات قوات الحركة على المواطنين في جنوب النيل الأزرق المحتل وجنوب كردوفان المحتل وآبيي المحتلة سابقاً.. وتكفي الأحداث الأخيرة التي اعتدت فيها قوات الحركة الشعبية على القوات المشتركة.. ولم يحرك ذلك شعرة تحت قبعة قوات اليونيمس الزرقاء. وعبر التاريخ فإن هذه القوات إذا ما دخلت بلداً خربتها واعتدت على مواطنيها وانتهكت سيادتها وتجاوزت حدودها.. ولعل حادثة اغتصاب الفتيات القصر في جنوب السودان مثال صغير لما ذكرت من تجاوزات تلك القوات وفي سجل القوات الأممية ما يخجل وما يندى له الجبين من التجاوزات والأعمال المنافية للأخلاق.. ونحن في السودان سواء في الجنوب المحتل أو في الشمال المغلوب.. أمة محافظة، مسلمة، وغير مسلمة، لنا تقاليدنا وعاداتنا وحياتنا الخاصة، لسنا أمة (مطلوقة) كما في بلاد الغرب وليست الإباحية واحدة من صفاتنا، ولذا فإننا كشعب ذي حضارة ضاربة في عمق التاريخ نتعاطى السياسة ونعرف الإدارة والحكم قبل أن يصحو هذا العالم من غفوته لا نقبل الضيم ولا نترك موقفاً لمن يتآمر علينا وهو في ضيافتنا ونلتزم بالعقود والعهود، وعند انتهاء أجل أسباب وجود هذه القوات عليها أن ترحل عن أرضنا فوراً، وإذا كان الأمين العام للأمم المتحدة المسؤول الأول عن هذه القوات له ذرة من الفائدة لقام بالتوفيق بين الكوريتين ولقام بإنفاذ قرارات الأمم المتحدة في فلسطين حيث وقعت في عهده أفظع التجاوزات على القانون الدولي والإنساني من القوى الصهيونية التي تحتل أراضي الشعب الفلسطيني وتحتل العراق وأفغانستان.. هذه القوات مستعدة لإقناع العالم بضرورة بقائها لأن الحركة الشعبية ذراع من أذرع الصهيونية العالمية وتقود جنوب السودان لتكون إسرائيل أخرى في قلب إفريقيا، فهناك إذاً مصلحة لإسرائيل ومن خلفها القوى الاستعمارية التي تمهد لذلك عبر المواقف الضبابية والتقارير المضللة والأعمال الاستخبارية ضد بلادنا الآمنة المستقرة، والأمثلة في ذلك لا تعد ولا تحصى، ولسنا بحاجة إلى تفصيل تلك الأهداف والمرامي، خاصة فيما يتصل بقيام الحركة الشعبية بتحريف إرادة شعب الجنوب وتزوير الانتخابات ثم الاستفتاء لتسليم الجنوب برمته للاستعمار الجديد، ثم إن هذه القوات تتمتع بالكثير من الحوافز والمكاسب وهي تدعى أنها تقوم بأداء واجباتها فكيف لها أن تعود إلى بلادها وتترك كل تلك العطايا والامتيازات المالية والسيارات الفارهة، كيف لها أن تترك هذا النعيم وتعود إلى جحيم بلادها الفقيرة التي قدمت منها وهذا وحده يكفي لقيامها بإطالة البقاء تحت مظلة الدولار واليورو. وهي تعلم أن ذلك هو الهدف الأساس وهي فرصة العمر التي ربما لا تتكرر مع معظم عناصرها في القريب العاجل. ويبقى على الحكومة ألا تتراجع عن موقفها حيال رحيل هذه القوات ولا تتراجع عن بقائها في أبيي الشمالية ولا عن ذرة تراب نظن أنها لنا، فالجنوب في طريقه لكي يصبح دولة أخرى ولن نجامل على حساب مستقبل أجيالنا ولن نسكت لمن يتدخل في شؤوننا سواء أكان مجلس الأمن الذي هو نفسه بحاجة إلى تأمين وأمان أو أي قوة في الأرض.