12 سبتمبر 2025
تسجيلهناك مقولة تربوية تقول (من لا يتألم لا يتعلم)، فعلينا أن نشعر بالحزن والخيبة والفشل لكي نبحث عن حلول ونتطور ونتجاوز ما نحن فيه، فوتيرة الحياة غير مستمرة ونمر بفترات متقلبة ما بين صعود ونزول، فلا شيء ثابت ومستقر، كل ما حولنا هو في صعود ونزول ودوام الحال من المحال. وأن من أحد أسباب الشفاء الحقيقي هو أن تتألم ويشعر العقل بهذه المشاعر ويترجمها على شكل حزن، اكتئاب، عزلة والابتعاد عن الناس، انفعال وحدة بردود الأفعال، وكل نمط من أنماط هذه الأفعال صور للتألم النفسي، وهي من أصعب الفترات وأشرسها لأنك تواجه ألماً بدون مسكن، وتعيش صراعاً نفسياً حقيقياً بينك وبين نفسك من خلال المواجهة ووضع الملفات على الطاولة ومحاسبة وجلد الذات، وكما يقول جلال الدين الرومي «هروبك مما يؤلمك سيؤلمك أكثر، تألّم حتى تشفى». فالشعور بالألم حتى تتشافى منه وليس أن تتعود عليه، أن تعالجه ليس أن تتركه يكبر ويكبر ويسبب مرضا نفسيا لا تستطيع الشفاء منه، فالشعور الصحيح هو أن تسمح لنفسك بالألم ولا تكابر وتعترف به، وتقول أنا الآن زعلان بسبب كذا وكذا...، ومشاعري عن هذا الموقف كذا.... وهكذا، حتى لو تكتبها على ورقة ومن ثم تمزقها أو تقولها كحديث لنفسك أو لصديق قريب منك، المهم أنك تعترف فيها وتعطيها حقها فمشاعر الفرح لها حقها، ومشاعر الحزن لها حقها، ومشاعر الغضب كذلك لها حقها، فلا تكتم أو تخبئ هذه الأنواع من المشاعر والانفعالات لأنها ستتحول مع الوقت لاضطرابات نفسية تحدث بشكل لا شعوري وتؤثر على السلوك السوي. فالفطرة البشرية والإنسان قد خلق ليخطئ ويتعلم من خطئه، وهناك حديث عن رسولنا الكريم يقول فيه «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا؛ لذهب الله بكم، ولجاء بقوم غيركم يذنبون، فيستغفرون الله؛ فيغفر لهم»، وهذا ما يؤكد على أن الإنسان خلق بالفطرة على أن يخطئ ويتعلم، يذنب ويستغفر، يرتفع ويقع وهكذا، فهي سنة كونية في الحياة. وبعد هذه المرحلة تأتي مرحلة ما بعد الألم مرحلة الهدوء وإعادة التوازن النفسي، وإعادة ترتيب الشخص لحياته وأولوياته والتأكد من مشاعره حيث لو وضع في نفس الموقف الذي كان فيه من قبل، فكيف ستكون مشاعره؟، وما هي ردة فعله؟، فإذا كانت نفسها سابقاً فهو حتماً لم يتشاف إلى الآن وبحاجة للمزيد من الوقت، أما إذا تغيرت ردة الفعل فهو حتماً تشافى من مصدر الألم، وأصبحت نفسه أكثر وعياً ونضجاً، وسيصبح أكثر تحكماً في تصرفاته وردود أفعاله مستقبلاً. • خاطرة،،، العيش تحت شعور مدفون يكسب الإنسان طباعاً لا تشبهه !!