10 سبتمبر 2025
تسجيلتحتفي دولة قطر- حفظها الله - بالكتاب اليوم الخميس بافتتاح معرض الدوحة للكتاب في نسخته الثالثة والثلاثين تحت شعار «بالمعرفة نبني الحضارات». نعم.. بالمعرفة والقراءة بناء وحركة وحياة، وعلم وعمل. فهي تخبرنا عن مستوى المجتمع ورقيه، فلنجعلها قيمة يومية مثل ممارسة الرياضة وغير ذلك من الهوايات النافعة. فما أروع المجتمع عندما يعيش أفراده مع الكتاب.فالكتاب ينادينا.. فكم من كتاب نافع من حياة، وكم من كتاب نافع من مباهج وأفراح. وكم من كتاب نافع أنس في مطالعته وقراءته. وكم من كتاب نافع أظهر الحق وأبانه. وكم من كتاب نافع أعيدت طباعته عدة طبعات لما له من أثر على من قرأه. ومن جميل كلام الجاحظ رحمه الله «إني لا أعلم شجرة أطول عمراً، ولا أطيب ثمراً، ولا أقرب مجتنى من كتاب». ومن رام البحث عن الكتب الهادية والنافعة فسيجدها، يقول الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط رحمه الله «إن أول من أثر في نفسي في أول طلب العلم، هو الإمام ابن القيم رحمه الله عندما قرأت كتابه الوابل الصيب من الكلم الطيب». قال بعض العلماء «الكتاب تؤدبك عجائبه وتسرك طرائفه، وتضحكك ملحه ونوادره، وهو نزهة الأديب عند لذته، ومتعته عند خلوته، وتحفته عند نشاطه، وأنسه عند انبساطه، ومستراحه من همه، ومسلاته من غمه، وعوضه من جليس السوء وسخف الأماني، ومستقبح الشهوات، وهو روضة مجلسه، وبستان يده، وأنيس يتقلب معه». أمة اقرأ تقرأ.. ومن قال إن أمة اقرأ لا تقرأ!؟ نعم.. إنها تقرأ والكتاب يناديها، وما هذه الإصدارات من كتب قيمة إلاّ حصاد اقرأ. وما هذا الطباعة لكتب لعلمائنا رحمهم الله ومفكري الأمة وأساتذتها المعتبرين ومن إعادة طباعتها إلاّ دليل على أن أمتنا تقرأ وتنادي بالكتاب، فهو خير جليسٍ في كل زمان. وكان الخليفة العباسي هارون الرشيد رحمه الله معجبًا بذكاء ابنه المأمون وانصرافه إلى العلم، فحين دخل على المأمون وهو ينظر في كتاب، قال له: ما هذا؟ فأجاب المأمون: كتاب يشحذ الفكرة، ويحسن العشرة، فقال الرشيد: «الحمد لله الذي رزقني من يرى بعين قلبه أكثر مما يرى بعين جسمه». هكذا الكبار ينظرون إلى منزلة الكتاب. لا عذر لنا من صحبة كتاب، وصدق الجاحظ حين قال: أوفى صديقٍ إن خلوت كتابي ألهو به إن خانني أصحابي لا مفشياً سراً إذا أودعته وأفوز منه بحكمة صوابِ «ومضة» يا من تريد القراءة واقتناء الكتب ابتعد عن الروايات الهابطة في أسلوبها، وحتى في عناوينها الجذابة والتي يسوّق لها، حتى ولو كان صاحبها ذا شهرة، فإنه يضع السم في العسل، وبعدها تموت الأخلاق وتحطم المبادئ وتجزأ الثوابت من خلال هذه الروايات التافهة. أما الروايات النافعة فعليك بقراءتها ومنها روايات الروائي العملاق نجيب الكيلاني رحمه الله، وما أروعها من روايات منها (رواية رجال وذئاب- رواية نور الله- رواية قاتل حمزة- رواية مواكب الأحرار). فالكتاب ينادينا.