12 سبتمبر 2025

تسجيل

القصص القرآني.. وانصاف المرأة واحترام رأيها

09 مايو 2015

في سورة النمل تبدو لنا المرأة شخصية عظيمة، فهي تملك قوماً أولى قوة وأولى بأس شديد ولها عرش عظيم، وهي تتصف بروح الديمقراطية والشورى، فما أن يلقى الهدهد إليها كتاب سليمان حتى جمعت قومها، وقالت لهم: "قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون". وهي تتصف بالذكاء وسداد العقل فلم تندفع مع قومها حين ألقي إليها الكتاب، فتعلن الحرب على سليمان، بل قالت قولة تدل على معرفة بمن يحيطون بها، "قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون"، ولعلها كانت تعرف أمر سليمان الذي سخر له الجن والريح وتعرف ما له من صولة وجولة فلجأت إلى الملاطفة والملاينة "وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون".وتلعب المرأة في قصة يوسف دوراً خطيراً، إذ كان لها في حياة هذا النبي أثر كبير، فحين لم تصل إلى رغبتها ولم يحقق لها يوسف أمنيتها لم تقف سلبية، وإنما صاحت بأسلوب يدل على التصميم والتهديد "ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين"، وفعلا تم لها ما أرادت فقد استطاعت بما وهبته من أسلحة أن تلقي به في السجن بعض سنين.وفي تلك القصص لا تجد المرأة عيباً في أن تشير إلى عواطفها وأن تلمح إلى رغبتها، فحين رغبت فتاة مدين في موسى عليه السلام لمحت إلى أبيها فقالت: "قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين" ولا غضاضة في أن يسعى الأب إلى تحقيق رغبة ابنته فإذا بأبيها يقول لموسى عقب الآية السابقة "قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج".إن القرآن بتلك اللمحة العجيبة سبق الإنسانية بقرون كثيرة فقد كان لا يسمح للمرأة – حتى وقت متأخر – بأن تعبر عن عواطفها وتلمح إلى رغبتها، وكان ولي أمرها يجد ذلك رجساً وإثماً كبيراً تستحق المرأة بسببه العقاب والزجر، وهكذا نجد شخصية المرأة بارزة في القصص القرآني.إن التاريخ يشهد أن المرأة في العصر الجاهلي كانت لها أدوار بارزة، فرقاش قادت قبيلة طي في غزواتها، وبهية بنت أوس الطائي رفضت أن يدخل بها زوجها الحارث بن عوف حتى يصلح بين عبس وذيبان، وقد انتسب بعض الشعراء إلى أمهاتهم مثل: شبيب من البرصاء وابن ميادة، والسليك بن السلكة، بل انتسب بعض القبائل إلى الأم مثل بجيلة، وخندف وطهية، وعمر بن كلثوم وها هو عنترة لا يخجل من أن أمه زبيبة العبدة ... إلخ.وتم بحمد الله.