10 سبتمبر 2025
تسجيلها أنت ستهل علينا بعد شهرٍ قضيناه في مضاعفة العمل الصالح بالإضافة لما هو فرض وركن علينا في ديننا الحنيف كما فرض في الأديان السابقة والحمد لله على بلوغه وتمامه صياماً وقياماً وغيره من أداء أعمال الخير نرجو من خلالها مرضاته جل في علاه علينا. ولكن أين أنت أيها العيد الذي يهل علينا بعد تلك العبادة المفروضة وتجاوبنا مع الدعوة لأدائها طلباً للدخول من باب الريان الذي هو مخصص للصائمين، فالعيد بعده جائزة لنا على أداء هذه العبادة لنفرح ونبارك لبعضنا البعض على تمامها وندعو لبعضنا البعض أن تكون قد قبلت منا عند خالقنا سبحانه وتعالى، ولكن العيد سيمر علينا ونحنُ نتألم لما يمر به بعض إخوتنا في العقيدة وتلبية النداء في أداء هذا الركن المفروض علينا نحنُ أمة الإسلام في كل بقاع العالم المعمور، ولكن هناك بعضاً من إخوتنا مر عليهم وهم يعانون من مآسي التشريد والتهجير وقلة الأكل وراحة البال والصحة عندهم ليست على ما يرام ولم يتمكنوا من أداء الغرض من الصيام كما ينبغي ومع ذلك تحدوا كل الصعاب أمامهم والتي فرضت عليهم لينالوا أفضل الجزاء فالصابرون لهم الجنة لأن المولى ورسوله وعدهم بالخير حيث قال (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَٰهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّٰبِرِينَ)، فهم صبروا وينتظرون الجزاء الذي لن يحيد عنهم من خالقهم جل في علاه. فرحتنا معهم لأنهم صبروا وتمكنوا من مواجهة آلة الحرب والتشريد والجوع، فرحتنا بهم أنهم صمدوا وصبروا فالمشاركه في فرحتهم ونبارك لهم بها، فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا. يمر علينا العيد ونحنُ نفتخر بصمودهم لا بملابسنا الجديدة وزينتها، بل بأننا صمنا كما صاموا وتحملوا أكثر منا، نفتخر بهم حيث أثبتوا أنهم أصحاب رسالة تنكسر أمامها كل الحواجز وتشعر أنك منتصر رغم ما تجده من دمار وقتل وجرح فنحنُ نحتفل بالعيد بصمودكم ووقفتكم الباسلة صغاراً وكبارا ورجالاً ونساءً وأطفالاً، فلا نهتم بجديد ملابسنا كما نفتخر بكم أيها البواسل الشجعان بصمودكم الذي تجمدت أمامه أعتى الدبابات والقاذفات فكنتم خير من شهد بالله وحده ومعيناً لعبادهالموحدين.