10 سبتمبر 2025

تسجيل

خطة القرار الإسرائيلية

09 أبريل 2023

ما يجري في القدس الشريف من اقتحامات للمصلين في المسجد الأقصى أمر لا يصدقه عقل على مدى الوحشية المستخدمة ضد مواطنين عزل، فلا احترام لمشاعر المسلمين والمصلين، ولا تقدير لحرمة الشهر الفضيل، فهذا ديدنهم بلا أخلاق، لا يروعهم قانون، أو دين أو أخلاق؛ فالوحشية مستقرة في العنصر اليهودي المتصهين، وحسب التعاليم التوراتية فهم (الأغيار) والأغيار لا يمنع الدين من قتلهم واستباحتهم. من شاهد المناظر التلفزيونية يرى وحشية داعشية من نوع آخر؛ لا رحمة لطفل، أو امرأة، أو شيخ جاء بيت الله من أجل طاعته ورضوانه، مسالم مسلم أمره للباري عز وجل. ويدعو وزير المالية «سومترس» اليوم إلى إطلاق حملة السور الواقي للتخلص من المناضلين والمجاهدين من أجل إنهاء الاحتلال البغيض. وتدعو القوى المتطرفة دينياً إلى البدء بذبح القرابين في ساحات المسجد الأقصى في عيد الفصح اليهودي الشهر الحالي على أساس أنه جبل الهيكل المزعوم. إن الوضع الحالي في القدس الشريف يستدعي تصرفاً آخر غير الشجب والاستنكار. بقي العرب على ما يزيد عن 75 عامًا وهم يشجبون ويستنكرون، وإسرائيل تتوسع في ضمها للأراضي الفلسطينية وتهويدها. فالقدس بالنسبة لهم هي عاصمة إسرائيل الأبدية والمستوطنات تطوقها من الجهات الأربع بما يزيد عن 250 ألف مستوطنة، والمخطط القادم حسب المعلومات هو هدم المسجد الأقصى وإعادة بناء الهيكل المزعوم، والسعي لتوطين مليون مواطن يهودي في أراضي الضفة الغربية. ويرى «روني بن يشاي» خبير إسرائيلي أن التعديلات لإصلاح النظام القضائي هو ضم كامل للمنطقة الواقعة بين البحر الأبيض ونهر الأردن، وعدم إعطاء الجنسية للشعب الفلسطيني في أي حال. وهذا استنادًا لوثيقة صهيونية تحت مسمى (خطة القرار)؛ بحيث يقسم الشعب في الدولة العبرية الى ثلاثة أقسام: محاكم مدنية، محاكم دينية، والمواطن يختار إلى أي محكمة يذهب، وتوجه لفصل عنصري كامل تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل. وتسعى إسرائيل حسب هذه الخطة إلى تثبيت الأمر الواقع على الأرض، أما الفلسطينيون الذين لا يرغبون بالعيش تحت الولاية الصهيونية، فسوف تقدم لهم إغراءات للهجرة. ناهيك أن الضغط على الشعب الفلسطيني سيخلق هجرة طوعية. والفلسطينيون الذين لا يوافقون على المخطط الأول والثاني أمامهم القتل وإنهاء كل مظاهر الرفض بوقت قياسي؛ فالوحشية والقسوة هي الأدوات لتدجين الفلسطينيين وإرضاخهم للقبول أو ترك البلاد، فالأردن كما يقولون هي دولتهم. وعلى الفلسطينيين أن يفهموا أنه ليس لهم خيار الدولة المستقلة. هذا جزء من المخطط ، ويؤمن به كل من «بن غفير» و»سموترش» وغيرهم من غلاة الصهيونية. والمعلوم أن إسرائيل تريد الهيمنة الكاملة على فلسطين التاريخ (كأرض بلا شعب)، وهي أرض إسرائيل، ناهيك عن اختراق العالم العربي اقتصاديًا وتكنولوجيا من خلال السلام الإبراهيمي أو اتفاقات «أبراهام»، والهيمنة العملية على المنطقة. وكل المؤشرات تدل عن أن هذه المخططات في طريقها للتنفيذ، فماذا أنتم فاعلون يا عرب منذ مدريد 1991؟!