16 سبتمبر 2025

تسجيل

هل نحتاج دورة بالأخلاق ؟

09 أبريل 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يومًا كنا في جمع غفير بين جدران العمل، وكان معظمهم واقفًا، وبعضهم جلوسًا على كراسٍ متحركة، وكان من بينهم آسيوي يحرك كرسيه الدوار ليصلحه، وفجأة! وقع على الأرض، فإذا بكل إخوتي العرب يضحكون، والأجانب يصفقون وهم يرددون It’s OK. صراحة هذا الموقف أخجلني من نفسي أكثر من أن يدهشني من فعلهم، فقال أحدهم "أوروبي" معظم العرب بلا أخلاق، ويحتاجون دورة تدريبية، لماذا تضحكون على الرجل؟ إنه يحتاج تشجيعا كي لا يحـرج أمامنا.قلت لنفسي الخير يخص والشر يعم، ولن أصدق ما قاله الخواجات إننا بلا أخلاق، فوقعت عيناي يومًا على برنامج بقناة عربية، وهو الأحدب الذي يقرأ الطالع، يعترف أمام الملأ أنه هاجر وطنه العربي بسبب إساءة المجتمع له، فسأله المذيع أخبرنا، فقال: كنت بوطني قبل سنوات، كنت دائمًا في حالة هروب من الأطفال، حيث يرمون عليّ الحجارة أينما يجدونني، وكان الكبار يفعلون الشيء نفسه، فحصلت على فرصة الهجرة إلى أوروبا، فهربت إلى الأبد.. فقال المذيع وما الفرق؟ فجاوبه الأحدب: أول مرة دخلت فيها حديقة البلدة، لاحقني أطفالهم برمي الورود والنقود، فقال المذيع الخير يخص والشر يعم، فرد عليه حتى معلمي وأقربائي يسخرون مني ويلـقبونني بالـقـط! إلي الآن لم أقـتـنع، وقلت كلام الخواجات غير صحيح، وكلنا بشر وخطاؤون، والشر يعم، حتى قابلت أديبا عربيا معروفا بمعرض دولي للكتاب، وأخبرني أنه لا يحبذ السياحة في دولة عربية، فلم يعجبني كلامه البتة، وقلت له الخير يخص والشر يعم، فقال: سافرت إلى تلك الدولة العربية الجميلة للسياحة، حيث كنا بالسوق، وإذا بمواطن منهم يصرخ: إن محفـظته سرقت! ، فاجتمعنا حوله ومعي زوجتي، وحولنا بعض صبيتهم ونسائهم، والرجل يبكي وفي حالة يرثى لها، هذا يقول مسكين، وذاك يقول عوضوه.. دقيقة وإذا بهم تفرقوا، فصرخت زوجتي: سرقت محفظتي! فجأة اختفى الرجل المسروق! فصرخت بقوة أنتم بلا أخلاق! فإذا بأحد الباعة المتجولين يمر بقربي ويردد " لا تزعل خيو! فالخير يخص والشر يعم "