16 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا العداوة؟

09 أبريل 2015

بالأمس تحدثنا عن ترقب اليهود لنبي آخر الزمان، من بعد أن رفع الله عيسى عليه السلام، وكيف أنهم كانوا يعلمون عنه كما كان مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل وأنه أحمد، وسيظهر بجزيرة العرب، وكانت أمنيتهم أن يكون من نسل يعقوب عليه السلام، أو إن صح التعبير، كانوا يأملون أن يكون نبي آخر الزمان يهودياً.خاب ظنهم وخرج نبي آخر الزمان عربياً من بني هاشم من نسل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.. فأعلن اليهود وقرروا أن يعادوه منذ البداية، وقد كان.. ولقي منهم النبي الكريم وأصحابه الكثير الكثيرمن الأذى، رغم كل ما أنزل بهم من عقوبات جراء تلك العداوات والمؤامرات، لكنهم لم يرتدعوا واستمروا إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله.. لكن لم العداوة؟ الغرابة في مسألة معاداة اليهود للنبي الكريم أنهم هم من بدأ، رغم أنه صلى الله عليه وسلم لم يتعامل معهم بعد، ولم يحتك بهم أو يُقِم أي علاقات معهم.. بل وصل الأمر إلى أن كان بعض أحبارهم وكبار علمائهم يجهرون بالعداوة ولا يترددون في إعلانها للناس حينذاك!!هذا السؤال الذي إن عرفنا إجابته، سهل علينا فهم الكثير من الحاصل اليوم في علاقات المسلمين واليهود.. فلقد عادى اليهود النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ليس لشيء بقدر ما هو حسد عميق، كان ضارباً في أعماق نفوسهم، ليس إلا.. هذا الحسد تطور إلى كراهية وعداوة وحروب ومؤامرات مستمرة. في فاتحة الكتاب يعتبرهم القرآن من المغضوب عليهم.. لماذا؟ لأنهم عرفوا الحق ووجدوا طريق الهداية، لكنهم رفضوا اتباع الحق والسير على طريق الهداية المحمدية، بل أكثر من هذا، قاموا بإعلان العداوة بشتى الطرق عبر التاريخ وإلى يومنا هذا، وإلى ما شاء الله.حين يقول البعض إنه ليس بيننا وبين اليهود شيء، نقول لهم: لا، هناك أشياء وأشياء، وحين يقولون لك هناك فرق بين اليهود والصهاينة، نقول لا فرق.. بل اليهود أشد عداوة للذين آمنوا، وليس هذا من عند أنفسنا، بل هو قرآن يُتلى إلى يوم الدين.ليس من السهل أن نتجاوز الحقائق التاريخية وليس سهلاً أن ندّعي عكس ما هو مبين وواضح في القرآن، الذي إن فهمناه فلن نُجهَد ونتعب في فهم علاقاتنا الحالية مع غيرنا من الأمم، واليهود منهم.. وهذا لب الموضوع.