16 أكتوبر 2025

تسجيل

عندما يكون الأب صديقاً لابنه

09 أبريل 2014

علاقة الأب بابنه يجب أن تكون مبنية على الاحترام بخلق مساحة له ومشاركته في الأمور التي تخصه وتخص أسرته، وذلك بالجلوس معه والتحدث إليه وتشجيعه على القيام بالنشاطات المنزلية، وجعل المنزل مكاناً مناسباً له حتى يشعر الابن بأهميته ومكانته بين أهله، كذلك احترام رغبات الابن وميوله واختياره لأصدقائه مع قدر من الحزم والحب، وتعليمه مهارات الحياة بنقل الخبرات الحياتية، ومباديء التعامل مع تلك الحياة لها بالغ الأثر في تكوين شخصية الإبن منذ صغره. فلنصقل شخصيته بالمهارات والخبرات، وعندما يعجز الآباء أو يخجلون في التعبير عن حب الأبناء، يتحول التعامل إلى قسوة بعض الشيء أو جفاء، ومن ثم يحصل التباعد والذي لا نريده في هذه المساحة، فكلما شعر الابن بالأمن والحب والرعاية زاد حبه لأسرته، وشب قوياً في شخصيته وقادراً على اتخاذ قراره بنفسه منذ صغره، والأب هو القادر على جذب الأبناء ليعلمهم التمييز بين الصواب والخطأ، وعادة ما يكون الأب قدوة لأبنائه، خاصة الذكور منهم، والمدرسة ليست كافية في تعليم السلوكيات، فللبيت دور كبير لذلك وجود الأب دائماً مع ابنه واصطحابه للمسجد ومراكز التسوق وبعض مشاويره والتي من خلالها يستطيع تعليمه الكثير من مهارات الحياة مع ضرورة محاورته في مشاكله اليومية، والتعرف على اهتماماته.ولطالما الأب هو سفينة النجاة، عليه أن يكون الرائد في تربية أبنائه بغرس القيم الدينية فيهم، برغم مشاغل الحياة وزحمة العمل، حيث إن تخصيص بعض وقته في السؤال عن الكبار والتقرب للصغار، ومتابعتهم في دراستهم وصداقتهم، وإرساء حميمية العلاقة بينه وبين الأبناء، ودفء المشاعر لأمرٍ له أهميته الكبرى في إستقرار الأسرة بما فيها الأبناء.فلندرك جميعاً أن من أسباب عقوق الأبناء لآبائهم، هو عقوق الآباء أنفسهم لأبنائهم وعدم رعايتهم بإعطائهم حقوقهم كاملة والبخل عليهم بالوقت والجهد والنصيحة والحب والتجربة، فقبل أن نحاسب أبناءنا علينا أولاً محاسبة أنفسنا كآباء، فالعلاقة بيننا وبين أبنائنا هى علاقة تبادلية وتفاعلية، تقوم على تبادل الحب والاحترام.فكيف لنا أن نصرخ على أبنائنا في قصورٍ دراسي، أو مشكلاتٍ سلوكية ونحن السبب في التقصير؟ والذي قد يكون غالباً قصوراً غير متعَمَد بسبب قلة المتابعة والمراقبة والإنشغال بأمور الحياة.إذن إشراك الأبناء في الأشغال المنزلية ومسؤولية البيت، وتوزيع المهام لهم في حبٍ وتراضٍ، ومراقبتهم دون التدخل فيهم إلا إذا لزم الأمر، يغرس فيهم الإستقلالية والثقة بالنفس في شق طريقهم بأنفسهم، أيضاً تعليمهم ثقافة الحوار، وأسلوب النقاش، والإستماع للطرف الآخر حتى ولو اختلفت الآراء، فالإختلاف لا يفسد للود قضية، وفي أحيان كثيرة الإختلاف قد يكون برداً وسلاماً لطرفٍ من الأطراف سواء كان الأب أو الأبناء، وقد يكون بسبب الإختلاف التعرف على اكتشافاتٍ جديدة غائبة عن البعض، فالمهم ثقافة الحوار يجب أن تكون موجودة بسماع كل طرف للطرف الآخر، وهنا دور الأب مهم في إدارة الحوار والفصل فيه دون تسلط.أخيراً علينا نحن الآباء اصطحاب أبنائنا إلى مكان الرياضة ولا غضاضة في مشاركتهم اللعبة الرياضية والخروج معهم إلى المنتزهات والندوات ومناسبات الأعراس وأماكن الترفيه، فلنشعرهم أننا بجوارهم، فالحب والإحتواء والإحترام من الوسائل القوية لحفظ علاقة جميلة بيننا وبين أولادنا، وعلينا دائما أن نحرص على توصيل مشاعرنا الجميلة لأبنائنا وأن نشعرهم بحبنا لهم، ليكتسبوا رقة المشاعر ودفء الأحاسيس.