23 سبتمبر 2025

تسجيل

الحملة العالمية لنصرة الشعب السوري.. بين الملاّح والسفاح!

09 أبريل 2012

أخذت الأسئلة تترى من كل مكان في العالم تقريباً حول الحملة العالمية لنصرة وإغاثة الشعب السوري البطل، حيث انطلقت منذ الخميس الماضي 5 أبريل وتستمر إلى 14 أبريل وهي تهدف أساساً إلى تعميق الوعي لدى أنصار الثورة السورية التي باتت الأبرز في الأخبار العالمية، وكذلك إزالة أي لبس لدى من لا يعرفون حقيقة ما يجري في المشهد السوري خصوصا بعد الكذب الصراح والتضليل الإعلامي الذي يسوقه النظام عبر أبواقه المنافقة والمصطفة مع القاتل ضد المقتول، ولنعم ما تقوم به هذه الحملة فيما يتعلق بضرورة الإغاثة العاجلة الضرورية لهذا الشعب المصابر المتوكل على الله أمام آلة الظلم الوحشية من العصابة المارقة عن كل القيم من دين وأخلاق وقيم ومبادئ واحتكام للضمير فأهلنا في داخل الشام والمهاجرون وراء الحدود قد طما بهم الخطب وطفح الكيل وبلغ السيل الزبى، حتى قتل الآلاف وجرح عشرات الآلاف واعتقل مئات الآلاف وهجر مئات الآلاف أيضا إلى درجة أصبح الوضع لا يطاق معه العيش وبات لزاما على العرب والمسلمين والمجتمع الدولي الذي تعتبر سورية جزءا مهما منه أن يقوموا بواجب النصرة برابطة الدين والعروبة والإنسانية على مستوى الحكومات والشعوب وإلا فإن هذا المجتمع العالمي يكون قد أضاف عيبا أقسى وأشنع من عيب الفضيحة العالمية التي مني ويمنى بها هذا المجتمع الذي يبني لنا أشكالاً وأجساماً يسميها مجالس ومراكز وهيئات كمجلس الأمن ومراكز حقوق الإنسان وهيئة الأمم المتحدة وهي فارغة من أي مضمون حقيقي يوقف الظالم وينتصف للمظلوم في عصر الزيوف والمكايد. وهكذا تهب الحملة العالمية التي أقيمت برامجها وتقام في دولة قطر والكويت والسعودية والأردن ومصر وتركيا والبحرين والسودان وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا واندونيسيا وماليزيا وباكستان.. لتشرح للأمم المسلمة والعربية وغيرها أن سفينة سورية يتجاذبها متصارعان رئيسان الأول يجاهد بما يملك كي ينقذها من الغرق وهذا هو الربان الرباني والملاح السبَّاح والآخر يبذل كل ما في وسعه لأن يجعلها غارقة تحت الأرض مغيبة معها تاريخها المجيد الذي يمتد آلاف السنين ولا غرابة في هذا، فالأول غيري والغيري يذوق طعم السعادة وينقلها للناس نفعا ومتعة والآخر أناني لا تهمه إلا مصلحته وفئته فيسخر المال والسلطة والشهوة لنيلها متبعا ميكيافيلي صاحب السياسة العارية من الأخلاق متتلمذا عليه بنصيحته: من الأفضل أن يخافك الناس على أن يحبوك، وعلى الحاكم الذكي ألا يحافظ على وعوده عندما يرى أنها تضر بمصلحته وليس له رقابة على نفسه أفضل من النفاق! فهو مع الأنانية مثل الطحان الذي يتصور أن القمح إنما ينمو لتشغيل طاحونته فقط كما قال غوته أو دمار العالم ولا خدش إصبعي حسب ديفيد هيوم وكل هذا يخالف ما يأمر به الإسلام السياسي الأخلاقي وكذلك ما كان أكده الفيلسوف أرسطو عندما رأى أن الحكومة الصالحة هي التي يقصد دستورها المنفعة العامة وسيادة القانون وهو ما قاله سقراط، لكن سفاح الشام لم ينس أيضا مسلك الشيوعية الروسية ومذهب الماركسية الذي يفصل بين الأخلاق والسياسة وهو ما تشبثت به روسيا والصين من حق استعمال الفيتو الظالم الذي يضيع الحقوق ويعقد المشكلات ويقف أصحابه ومؤيدوهم كالرياح الهوج بالعواصف العاتية ضد الملاح الماهر جهارا نهارا يريدون إغراق السفينة في الدماء لا في الماء ويصر ملاحنا الماهر بثورته وصراعه وهو ومن معه يهتفون: مالنا غيرك ياالله، عجل فرجك يا الله، مؤكدين أنهم لن يرعبهم الخوف في مملكة الموت والوحشية وأن ذبح الثورة والثائرين والمتظاهرين والمدنيين والاعتقالات الجهنمية بالتعذيب السادي الذي يصرع فيه الكثيرون لا يزيد الحراك إلا اشتعالا والدليل أنه كلما تفاقم القمع ازداد نطاق التظاهرات في كل شبر من الوطن واتسع حتى وصل في الجمعة السابقة جمعة "من جهز غازيا فقد غزا" إلى أكثر من سبعمائة نقطة في ربوع سورية الأبية وإن كل متظاهر غالبا ما يتوضأ أو يغتسل ويتطيب ويواجه اللئام بالصدر العاري مستهزئاً بالموت طالبا الشهادة وشعاره حديثه صلى الله عليه وسلم الذي في المستدرك 3/215: (سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فنصحه ونهاه فقتله) طوبى لهم وحسن مآب وكذلك شعار عمر المختار رحمه الله: نحن قوم لا نستسلم؛ ننتصر أو نموت. إذ ليس ثمة من يشيع جنازة مجده بيده إلا العاجزون والملاح الماهر مثل الوطني المخلص الذي يفكر بالحاضر والمستقبل وليس كالسياسي السفاح الذي لا يفكر إلا بالانتخابات وخداع الجماهير بتزويرها دون النظر إلى أي شيء آخر، وعليه فعصابات الأسد المستبدة تبقى على حيل المراوغة وستفشل مهمة الأمين العام السابق أنان كما أفشلت المبادرة العربية من قبل فأسلوب الرقص على الحبال هو ديدنها ولم يوافق فعلها قولها ولو مرة واحدة سيما أنها تجد المجتمع الدولي مازال بقصد أو غير قصد لم يستوعب أبجديات الرحمة ليغلبها على المصالح بل شأنه الواقعي مازال يدل على ذلك ولو ذهب الشعب السوري المكلوم إلى الجحيم، ولو يشاء أصحاب القرار الدولي لأوقفوا العنف فوراً وتدخلوا دون أي تفويض من الأمم المتحدة ومجلس الأمن على غرار ما تعاملوا مع العراق وغيره كما هو معروف، وكذلك فإن اللوبي الصهيوني هو الأول الأول الذي مازال يطالب الدول أن تكف حملاتها ضد النظام السوري ومازال نتنياهو يصر على عدم خلع الأسد الذي لو رفع عنه الغطاء الإسرائيلي لسقط لتوه، ولقد بات الجميع وهم يراقبون المشهد السوري مقتنعين أن على الشعب مؤامرة كونية لا على النظام والواقع سيد الأدلة في هذا الصدد، ولهذا فإننا لا نستغرب التصعيد الخطير الذي قام به المجرمون يوم السبت الماضي، حيث المجازر البشعة بحق المدنيين إذ سقط مائة وتسعة وخمسون شهيدا منهم سبعون في بلدة اللطامنة بريف حماة مع تخريب شبه كامل للمباني والممتلكات فيا لها من شجاعة وطنية فريدة لسحق الشعب عوضا عن محاسبة ومعاقبة الجناة على الجرائم الفاقعة ضد الإنسانية وأصبح الصبر والإباء خلق الملاح المجاهد ولسان حاله يقول ما وصفه به بدوي الجبل: ونفسي لو أن الجمر مس إباءها على بشرها الريان لاحترق الجمر أو ما وصفه فوزي معلوف: لكن أنفت بأن أعيش بموطني عبدا وكنت به من الأسياد وبقدر الهموم تكون الهمم فيجب أن نثب بأسرع من الصاروخ لا أن نمشي ببطء السلحفاة لندرك آمالنا العظام في الحرية والتحرير ونتخذ المجلس الوطني السوري ممثلا رئيسا في الحراك رغم أخطائه وبما أن المعارضة بكاملها متفقة على إسقاط النظام المستبد فلا عبرة بالآليات ولا حجة لما يتذرع به البعض من رهن التحرك العاجل للإنقاذ بوحدة المعارضة خصوصا حديث هيلاري كلينتون مؤخراً، فنحن مع الله وثوار الداخل والجيش الحر سوف نحقق الهدف من الحملة العالمية لنصرة الشعب السوري ونقمع عدو الحق والحرية. [email protected]