16 سبتمبر 2025

تسجيل

العربدة الإسرائيلية في الأجواء السودانية

09 أبريل 2011

"يديعوت أحرونوت" صحيفة إسرائيلية مؤثرة قطعت قول كل خطيب ومتحدث وكشفت عن المستور ولغز الطائرة المجهولة.. الصحيفة أعلنت للملأ أن طائرات إسرائيلية قصفت ليلة الأربعاء الماضي سيارة قرب مدينة بورسودان المكلومة شرق السودان، مما أدي إلى مقتل شخصين!!. هذا الحادث (الفظيع) كشف استباحة الأجواء السوادنية وأثار الهلع والخوف.. التفسيرات شبه الرسمية أثارت السخرية ورفعت ضغط الدم.. انظروا ماذا قالت تلك التفسيرات: الدفاعات الجوية ردت على الطيران بنيران كثيفة اضطرتها للهروب من الأجواء السودانية، غير أنها لم تحدد هويته لكنها أكدت أنه طيران أجنبي!!. من قال إن الطائرات هربت؟ بل نفذت مهمتها (بنجاح) كبير وغادرت لأنها ببساطة لا تنوي الإقامة في الأجواء السودانية!!. الطامة الكبرى ليس في أن السلطات لم تستطع تحديد هوية الطائرة أو الطائرات فحسب، وإنما في كيف دخلت هذه الطائرة أو تلك الطائرات (العدد غير معروف!!) بل توغلت في الأجواء السودانية مع العلم هذه ليست المرة الأولى؟! في يناير 2009م أقدم الإسرائيليون على ضرب (12) سيارة داخل الحدود السودانية!! وحصدوا كثيرا من الأنفس البريئة.. حتى اليوم وعلى حد علمي لم يعرف شئ عن التحقيقات بشأن ذلك الحادث المستفز حتى تكررت اليوم العربدة الإسرائيلية في أجوائنا الطاهرة.. الأجهزة المختصة في السودان لم تكشف هوية الطائرة رغم المدة الزمنية الكبيرة التي استغرقتها معربدة.. مصطفى مندر نائب الدائرة (10) القومية قال: إن الطيران ظل يتابع العربة حتى قصفها وأن شهود عيان كانوا يتابعون الطيران حتى تم القصف!! خوفنا تدفع به قناعتنا المتزايدة بأنه لا مجلس الأمن ولا الاتحاد الإفريقي ولا الجامعة العربية بقادرين على حماية أجواء السودان أو حتى لديهم رغبة في ذلك.. لا تشتكوا لمجلس الأمن فلن يحمي البلاد سوى جيشنا وقواتنا المسلحة.. التسليح ليس بالأبنية الفخمة العالية المتطاولة ولا حتى بالذخائر والراجمات ولكن قبل ذلك كله بالعلم والإيمان بالله وبهذا الوطن الشامخ.. المشروع الحضاري السوداني والبرنامج النووي الفلاني والمشروع التحرري الفلسطيني، مشاريع يجمع بينها عداء الغرب وتربصه بها.. الأدوات المسماة دوليا معاول، هدم جاهزة لتنفيذ الأجندات الغربية الشريرة تجاه هذه المشاريع.. صياغة التهم الجزاف ومبررات التدخل (حرفة) و(صنعة) تجيدها تلك الأدوات غير البعيدة عن يد التزوير والأطر الفاسدة وغير السّوية.. الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المحكمة الجنائية الدولية، مجلس الأمن الدولي، إنها (خوابير) دولية بامتياز.. العجيب أن تلك الأدوات يجمع بينها مصطلح (الدولية) وهو تعبير منها براء. (إسرائيل) وغيرها مسموح لها بإقامة برامج نووية ليست سلمية بالطبع، بل هي ترسانات نووية ضخمة بها آلاف القنابل النووية، (3) أو (4) قنابل منها كافية لتدمير البشرية جمعاء.. لكن أن تُقدم دولة عربية أو إسلامية على تطوير برنامج نووي فذاك محرمٌ وخطيئةٌ كبرى.. أما فلسطين الجريحة فقد أثبتت أن (مجلس الأمن) أكبر (خابور).. هذا المجلس الذي يفتري على الأمن والسلام الدوليين معيب في تكوينه وفي آليات إصدار قراراته.. أكبر فشل حققه هذا المجلس كان بسبب القضية الفلسطينية.. والفشل ليس لأنه حاول واجتهد ولم يصب لكن لأنه أداة أمريكية – إسرائيلية لاغتيال هذه القضية وتمييعها وإفساح المجال أمام (إسرائيل) لمواصلة برامج الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل. لن نلوم مجلس الأمن ولا إسرائيل ولا الولايات المتحدة الأمريكية ولكن نلوم كل مقصر في حق الجيش السوداني الذي أبلى بلاءً حسنا في فلسطين.. في مايو 2008م دخلت قوات حركة العدل والمساواة المتمردة مدينة أم درمان قاطعة آلاف الكيلو مترات دون أن تتمكن دفاعاتنا من كشفها.. السودانيون يريدون أن يناموا مطمئنين لا يخشون إلا الذئب على أغنامهم فهل من سبيل؟