12 سبتمبر 2025

تسجيل

سلطان الملّا وعبدالرحمن كركي.. من الرعيل الأول للكشّافة (81 - 82)

09 مارس 2022

(1) سلطان حافظ الملّا: أحد أبرز قادة الكشافة الذين ظهروا في فترة ستينيات القرن الماضي، وكان متفوقاً في نشاطه وإسهاماته التي استطاع من خلالها أن يكون أهم الوجوه التي أعطت لهذا البلد، فأثمرت أعماله في تخريج الكثير من طلاب الكشافة من مختلف مدارس قطر.. وقد أعطى في فترة عمله الكشفي مع بقية القادة في زمن الطيبين. هو من مواليد قطر عام 1949 م وكان ذلك في فريج أسرة الملا، وقد دخل مدارس قطر حاله كحال بقية طلاب قطر في تلك الفترة، فدرس في المدرسة النموذجية قبل سن التعليم (مدرسة الوسط الابتدائية)، ثم مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية ومدرسة عمر بن الخطاب ومدرسة أبوبكر الصديق ومدرسة صلاح الدين، وهذه المدارس هي بالفعل التي كان يدرس فيها أغلب طلاب مدينة الدوحة العاصمة في تلك الأيام.. أما الشهادة الإعدادية فكانت في مدرسة قطر الإعدادية، بينما الشهادة الثانوية كانت من (دار المعلمين)، ومن ثم الشهادة الجامعية من جامعة قطر التي تأسست عام 1977 م، حيث درس الملا في تخصص التربية ونال درجة البكالوريوس منها. التحق الملا بالحركة الكشفية وتدرج فيها حتى نال الشارة الخشبية، ومن بعدها الشارة الدولية لمساعدي قادة التدريب، فقد بدأ مشواره مع الكشافة منذ كان طالباً في المدرسة الابتدائية، وحينها كان مولعاً بالنشاط الكشفي فالتحق بفرقة الأشبال من خلال مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية، وذلك في عام 1958 م، ثم واصل نشاطه الكشفي في بقية المراحل الدراسية. حضر العديد من المخيمات الكشفية والمعسكرات السنوية التي كانت تقام في قطر، منها مخيم السيلية أثناء المرحلة الابتدائية ثم المخيم الكشفي في رأس أبوعبود، وكذلك المخيم الكشفي الدائم في الوجبة. وكانت له مشاركات عديدة مع بقية الزملاء في إدارة المخيمات الفرعية لسنوات طويلة، كانت كلها تقوم على الصبر والمثابرة. وأبرز الأنشطة التي كان يقوم بها الملا مع زملائه في الكشافة تنحصر في إزالة وتنظيف الشواطئ القطرية من الزيوت، ومنها كارثة الزيت سنة 1983 م نتيجة انفجار بعض السفن في الخليج مما أثر على البيئة البحرية بشكل كبير بسبب بعض التلوث، وحينها شاركت كشافة قطر بجميع مراحلها مع بلدية الدوحة وبلدية الشمال وبلدية مسيعيد في إزالة الزيوت من الشواطئ. شارك الملا أيضاً في العديد من المخيمات والمؤتمرات الخارجية سواء الخليجية أو العربية أو الدولية منها: الجزائر - المغرب - تونس - ليبيا - مصر - الكويت - الإمارات - البحرين - السعودية (مخيمات الحج القطرية).. وغيرها. وعن ذكرياته في المخيمات الكشفية يتذكر سلطان حافظ الملا تلك الأيام فيقول: لعل أفضل المخيمات التي شاركت فيها على الإطلاق كانت في خارج قطر بدولة الكويت عام 1969 م، وكان بقيادة القائد (عيد بخيت) الذي استفدت من خبرته في هذا المخيم، وكذلك القائد (أحمد المغنّي). ويضيف: أما مخيمات رأس أبوعبود فهي من أفضل المخيمات على الإطلاق، خاصة تلك التي أقيمت إبّان المرحلة الإعدادية والثانوية، حيث التنافس الشريف بين المخيمات الفرعية في الأعمال الرياضية والترفيهية، وكان الكثير من الزوار يسعدون بحضور هذه المخيمات وبشكل يومي لمشاهدة الأنشطة مثل: الألعاب الكشفية - والمهارات الفنية - وليالي السمر- والمسرح الكشفي. عمل الملا في سلك التدريس بعد تخرجه في دار المعلمين، حيث عمل في مدرسة زكريت برتبة معلم ثم مدير المدرسة، وبعدها عمل في مدرسة دخان وغرافة الريان وصلاح الدين حتى عام 1980 م، وحينها كانت وزارة التربية والتعليم بحاجة إلى بعض الشباب القطري للعمل في مجال التعليم، حيث تم اختيار السيد الملا مع بعض الزملاء للعمل بالوزارة، بينما ذهب البعض الآخر للعمل في الديوان الأميري، فعمل بالوزارة في قسم التوريدات مع الأستاذ محمد السيد مدير الإدارة، وقد استفاد من خبرته كثيراً، ثم تم ترشيح الملا للعمل في إدارة المخازن العامة بالوزارة وبعدها شغل منصب مساعد مدير إدارة التوريدات ثم مدير الإدارة بالوكالة حتى عام 2010 م، حيث أحيل إلى التقاعد بعد خدمة بالوزارة دامت حوالي (42) سنة من العطاء والإخلاص في العمل. سلطان الملا ما زال يعمل مع زملائه القادة والرواد في الجمعية القطرية للكشافة، وما زال أيضاً يضيء هذا الوطن بخبرته وجهوده النيّرة وسيبقى منبع فخر واعتزاز لكل مواطن مخلص لبلده على الدوام. (2) عبدالرحمن عبدالله الجابر (كركي): تعد مدرسة الصناعة الثانوية من أبرز وأهم مدارس قطر القديمة التي كانت تهتم بشكل كبير بالنشاط الكشفي خلال فترة الستينيات على وجه الخصوص. وقد خرّجت هذه المدرسة العديد من الطلاب الذين عرفوا بنشاطهم المكثف خلال تلك الفترة وأجادوا في كافة الأعباء التي كانت توكل اليهم في ذلك الزمن الجميل، زمن العطاء في التعليم من جيل المكافحين وزمن الوفاء لهذا الوطن. من هؤلاء الذين عاصروا ذلك الزمن الكشاف عبدالرحمن كركي وهو الاسم الذي اشتهر به خلال عمله بالحركة الكشفية القطرية لفترة من العطاء، واسمه: “عبدالرحمن عبدالله الجابر - كركي“، وهو من مواليد عام 1946 م. وقد درس في مدارس قطر بمراحلها المختلفة منها: مدرسة صلاح الدين الابتدائية - مدرسة البدع الابتدائية - مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية - مدرسة قطر الإعدادية- مدرسة الصناعة الثانوية. أما عمله في الدولة، فقد عمل في وزارة الاقتصاد و الجيش (في القوات البحرية لمدة 38 سنة أي منذ عام 1982)، ثم تقاعد عن العمل في الدولة حوالي عام 2002 م، وبعدها طُلب للعمل في الديوان الأميري كمسؤول عن اليخوت البحرية وذلك لمدة (11) سنة أي حتى عام 2013 م. أما في المجال الكشفي فقد عمل (كركي) كشافاً منذ وجوده بمدرسة الصناعة الثانوية في فترة الستينيات من القرن الماضي، وخلالها شارك في المخيمات الكشفية في منطقة رأس أبوعبود. كما كانت له بعض الرحلات الكشفية مثل مشاركته مع الوفد الكشفي القطري في المؤتمر العربي الثامن في الجزائر عام 1968 م. (3) كلمة أخيرة: لقد لعبت مدرسة الصناعة الثانوية دورها الريادي في خدمة الحركة الكشفية لعدة سنوات، وبها اشتهر أغلب الكشافة من أبنائها، وهذا الدور انعكس بشكله الإيجابي على تأهيل العديد من الشباب القطري الذي خاض غمار الحياة العملية في الدولة بكل جدارة واستحقاق سعياً لخدمة قطر. [email protected]