10 سبتمبر 2025

تسجيل

استاد لوسيل.. تغيير اسمه والمحافظة على إرثه

09 مارس 2022

هذا المقال لم أجد الوقت المناسب لكتابته وطرحه ومادفعني لكتابته الآن هو إعلان اتحاد الكرة قبل أيام قليلة عن استضافه استاد خليفة لنهائي كأس الأمير ولفت انتباهي في البيان الصحفي للاتحاد تاريخ استاد خليفة على مر السنوات وعدد الأحداث الرياضية الكبيرة والكثيرة التي احتضنها هذا الملعب وكيف لملعب واحد جمع تحت سقفه ذكريات عاصرتها أجيال مختلفة فاستاد خليفة اليوم يبلغ عمره أكثر من ٤٦ عاماً منذ افتتاحه لأول مرة في ١٩٧٦ في بطولة كأس الخليج الرابعة. وهذا ما جعلني اتساءل حول قرار اللجنة العليا للمشاريع والإرث والتي أعلنت قبل سنوات مصير ملاعب كأس العالم ٢٠٢٢ بعد البطولة، ومن هذه الملاعب ملعب لوسيل الذي سيستضيف نهائي المونديال وعلى حسب ما كُتب في الموقع الرسمي للجنة بأنه بعد البطولة "سوف يجري تحويله الى وجهة مجتمعية تضم مدارس ومتاجر ومقاهي ومرافق رياضية وعيادات طبية" وهو الأمر الذي وبكل أمانة أحزنني فكيف للملعب الذي سيستضيف المباراة النهائية لكأس العالم أن يتم تحويله لمقاه ومتاجر كيف يسمح لمثل هذا الصرح الذي يجب أن يبقى كإرث لنا وشاهدا على استضافة كأس العالم؟ هنالك ١٩ ملعبا فقط حول العالم شهد نهائي كأس العالم واستاد لوسيل سيكون الرقم ٢٠ في قائمة تضم ملاعب تاريخية مثل الماراكانا، ستاد دي فرانس، البيرنابيو، الأولمبيكو وويمبلي وجزء من تاريخها كان بسبب استضافتهم لنهائي المونديال. فكيف لنا أن نغلق هذا الملعب الذي يحمل هذا الإرث التاريخي؟ واذا كان لابد من تحويل ملعب لواجهة مجتمعية أليس من باب أولى تحويل استاد البيت الذي سيخدم المنطقة التي يقع فيها خصوصاً وأن هنالك حديقة في محيطة وهو ما سيجعله وجهه ترفيهية متكاملة ويخدم سكان المناطق الشمالية من الدولة بشكل عام ومدينة الخور والذخيرة بشكل خاص ؟ بعض اللحظات تبقى مرتبطة بقيمة عاطفية وكلما أسمع أو اقرأ عن مونديال ٢٠٢٢ عقلي الباطن لا شعورياً يستحضر لقطة سمو الأمير الوالد على المنصة وهو يحمل كأس العالم في يده ويشير للحضور بالتصفيق بعد إعلان فوز قطر باستضافة البطولة، هذه اللقطة التي شاهدناها جميعاً كانت تعكس فرحة سموه وفخره بهذا الإنجاز ولكن كيف سنحفظ هذه الذكرى والإرث للأجيال القادمة؟ ومن هنا أناشد لجنة الإرث أن تحفظ لنا هذا الإرث وأن يبقى استاد لوسيل كملعب يحمل اسم سمو الأمير الوالد " استاد حمد بن خليفة الدولي " ليكون شاهداً على ذلك ويكون هو إرث الرياضة القطرية للسنوات القادمة ليخلد هذا الحدث دور سمو الأمير الوالد في الفوز بالاستضافة في ذاكرة تاريخ كرة القدم باحتضانه نهائي المونديال. الأمير الوالد باني قطر الحديثة ذُكر اسمه وخُلد في شتى المجالات الدولة ليكون معلماً في السياحة والتعليم والصحة كجامعة حمد بن خليفة ومدينة حمد الطبية ومطار حمد الدولي، فمن الرائع أن يكون استاد حمد بن خليفة تكريمًا لما قدمه للرياضة والرياضيين ويستمر كمعلم تاريخي رياضي لا يُمحى شاهداً على انجازه باستضافة قطر لأول كأس عالم في الشرق الأوسط.