15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تعوّدنا أن نرى في مسابقات ملكات الجمال آخر صرعات الجمال والأناقة، وليس آخر موديل من الدبابات وناقلات الجند! وتعوّدنا حين نتابع مسابقات الجمال أن نرى أوزانا بخف الريشة، وليس أوزانا هي السبب الرئيسي وراء زلازل الأرض، وتعودنا أن نرى العيون التي في طرفها حَوَرُ، وليس البطون التي في طرفها كل مخلفات الأرض. وتعوّدنا أن نرى طويلات القامة، لا الشاحنات طويلة (الشصي)، وتعودنا أن نرى أفواها بحجم منقار العصفور، لا أفواها بحجم مضيق هرمز! أقيم في مصر مؤخرا مسابقة ملكة جمال (السمينات)، ولا أعلم ما هي المعايير المعتمدة للجمال في هذه المسابقة، أعتقد أن الفائزة في المسابقة عليها حين تصعد على المسرح أن تحدث زلالزالا بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، وأعتقد أن عليها أن تثبت أنها السبب وراء مجاعة إفريقيا، وأعتقد أن عليها أن تثبت أن لديها (معدة) تتسع لإقامة مخيم للاجئين، وأعتقد أن أهم معيار للجمال هو أن يكون لديها (بلعوم) أطول من خط الاستواء، وأعتقد أن اللجنة ستمنح الأفضلية لمن لديها أسنان بحجم أسنان الجرافة! العالم اليوم يبحث عن الصحة والرشاقة والمحافظة على البيئة، لذلك حين ينظم مسابقات الجمال يضع معايير صارمة جدا للغذاء والرشاقة، حتى يشجع السيدات على اتباع نظام غذائي آمن. بينما نحن وبما أننا عكس العالم حتى في هذه النوعية من المسابقات، نشجع على الدمار الشامل والمجاعة والقضاء على الثروة الحيوانية! مخجل أن تقام مثل هذه المسابقات في هذا التوقيت، ونصف الشعب المصري بالكاد يجد رغيف الخبز، وبما أن المسابقة تهدف إلى تشجيع مثل هذه النوعية من السيدات على الاستمرار في الإفراط في تناول الأطعمة حتى تكون ملكة جمال (السمينات)، فإننا نشفق على سمك البحر، ومواشي البر، وطيور الجو في مصر التي ستصبح مهددة بالانقراض! السيدة صاحبة الفكرة تقول إن مشروع زواجها فشل لأنها (سمينة)، لكنها لم تستسلم لليأس وحاولت إنقاص وزنها، فتوجهت إلى تصميم الأزياء وحاولت إقناع زبائنها بهذه الفكرة ونجحت أخيرا في تحقيق الحلم. كنّا سنقف احتراما وتقديرا لهذه السيدة، لو أن حلمها كان بإقامة مشروع صحي يهدف لتثقيف السيدات بأنظمة الريجيم الصحية والأكلات الصحية، ومن تنجح في تخفيف وزنها نعطيها ملكة جمال (الرشيقات).أما أن نتوّج (دبابة) ملكة لجمال السمينات، فهذا يعكس مدى استخفافنا بصحتنا ومدى الانحطاط الذي نعيشه الآن في كل مناحي الحياة. أعزائي الرجال، استعدوا من وراء تلك المسابقة للمجاعة، فغدًا سيصبح الحلم أن تكون السيدة بحجم (الطيارة) لا بحجم (العصفورة)!