15 سبتمبر 2025

تسجيل

خليجنا واحد

09 مارس 2014

ماذا ستكتب هذا الأسبوع في قطر؛ سؤال وجهه لي أحد الأصدقاء من لندن مباشرة بعد سحب سفراء الدول الخليجية الثلاث من الدوحة بما فيهم سفير بلادي السعودية وما صاحب ذلك من ضجيج إعلامي واسع يحاول استغلال الحدث في بث الفرقة وتعميق الخلافات بين أبناء اللحمة الواحدة، وبما إني لم أكن وقتها أخمن موضوع الحديث في المقالة ولم أحدد بعد مسارها، سوى أني قد أجبته قائلا: لن أكون صامتاً أو أقول كما قال عبدالمطلب "للبيت رب يحميه" بل سأكتب في ذات الموضوع تبعاً لمسؤوليتي كمواطن خليجي يتنفس هواء المنطقة ويعشق كل شبر في أراضي دولها عموماً ولأعمل على نبذ الفرقة ومنع محاولات التصيد في مثل هذه الظروف؛ فالبيت الخليجي لن تحميه بعد حفظ الله سوى وحدة أهله وتعاونهم وحرصهم الذي يجب أن يرقى فوق كل الاختلافات والظروف والتحديات التي تبرز يومياً في مجريات حياتهم؛ فالسياسة لها ظروفها ومعادلاتها الصعبة والمعقدة غالباً؛ كما أن اختلاف وجهات النظر بين الدول وارد ومفيد في بعض حالاته لتصحيح المسارات وتبادل الرؤى؛ والمهم ألا تغزو الظروف الحالية نفوس العامة من الشعوب ولا تعزز فيهم حالة النفور والتنابذ والتراشق فالعلاقات بين الدول والحكومات في كل العالم معروفة تاريخياً بالتبدل والتحول وفقاً للظروف والمصالح؛ مما يعني أن الحالة السياسية لا يجب أن تغير في مجريات الحياة اليومية بيننا وفي تواصلنا بأي مؤثر؛ وبالذات نحن وقطر فما من بيت هنا إلا ولهم هناك أهل وأحبة وأصدقاء فنحن شركاء في الكثير من المحاور الرئيسية للأمة وللمنطقة؛ كما أن العلاقات بيننا ليست وليدة المصلحة أو الصدفة فهي ذات عمق وتاريخ تنطلق منه كل العلاقات اللاحقة؛ أيضاً اختلاف حكوماتنا في قضايا معينة لا يعني أن نختلف نحن أو نؤسس لمشروع اختلاف شعبي؛ بل علينا أن نتحمل مسؤولياتنا كشعوب ونعمق التواصل بيننا لنحافظ على أعلى مستويات الاحترام والتقدير دون أن نتيح للسلبية والتدخلات الرخيصة مجالاً لفرض محددات العلاقة أو توجيهها نحو ما يرغبون من مسارات ونتائج؛ فلطالما تفوق تواصلنا الشعبي الحميم على ظروف السياسة بل ودعم في حفز أواصر التلاقي الجديد في جولاته المتعددة؛ ولست هنا بصدد التذكير بمواقف سابقة بل أود أن أنوه فقط بالرسائل الجميلة التي تبادلها أبناء الخليج عموماً عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد أخبار سحب السفراء والتي تدعو إلى الوحدة وتعزيز أواصرها بين الجميع والتي حملت التحذير أيضا من تداول الشائعات أو النزول إلى مستويات أقل نبلاً مما اعتاده عموم أبناء دول الخليج فيما بينهم من حوارات وتعاملات؛ أيضاً حتى الصحافة الخليجية وعموم الإعلام وقنواته وكذلك الكتاب والمثقفين يجب أن يقوم كل بدوره الرئيسي في خدمة شعوب المنطقة وتعزيز لحمتهم بالتعامل الراقي مع الحدث من منطلق تلك المسؤولية أمام الشعوب والتصدي لمحاولات الاستغلال البغيض للظروف والذي لا يصطدم بوازع ضمير ولا يلتفت إلى عمق الروابط ومتانتها بل يبرر ذلك السيل العرم لنفسه اقتناص الفرصة وخلخلة المجتمعات مستغلاً هذا الظرف السياسي الذي سيزول بلا شك لتستمر شعوبنا تردد "خليجنا واحد".