17 سبتمبر 2025
تسجيلتفاجأت البورصة بسحب السفراء ، وجاء ردها اليوم التالي لتعوض ما فقدته في الجلسة السابقة ، لقد تطورت البورصة لتصبح ترموميتر الاقتصاد ، وقد اتضح أن المستثمر يتابع الأحداث ويتفاعل معها ، حقيقة أن الرد بعض الوقت في عجالة هو الحذر ، ولكن وبعد المراجعة رأت السوق ، أن سحب السفراء قد يكون مؤشرا جيدا ، لسوق قطر فسياسات قطر في الشفافية والوقوف مع شعبها والشعوب العربية المطالبة بحقوقها هو الموقف الصحيح، وفي الأمد المتوسط والبعيد هو الموقف الذي يدعم اقتصادات العالم العربي، الوقوف مع الشعوب صمام الأمان للاقتصاد والنمو الاقتصادي، وقوف الدولة بجانب الشعب وتوفير حقوقه، هو العامل الأهم لجذب الاستثمارات وهو أحد أهم المؤشرات التي يبحث عنها المستثمر ، هل النظام الشفاف هل النظام يحارب الفساد هل النظام يعمل لرفاهية مواطنيه وهل القانون فوق الجميع ، هل المواطن مشارك في مشاريع التنمية، وقوف قطر في جانب قضايا الأمه هو في صالح الاقتصاد والتنمية، لا تنمية دون مشاركة الشعب، ولننظر إلى معدل رفاهية المواطن، سنجد أن رفاهية المواطن والمقيم في قطر هي الأعلى إذا لم تكن هي الأفضل ، تنميه متناغمة وأكثر توازنا من التنمية التجارية فقط أو التنمية التي قد تركز على جوانب وتهمل جوانب ، هناك عناية بجميع الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتنموية ، إن سحب السفراء سيكون موقف يكشف للإقليم وللعالم العربي والعالم أجمع ، أن المواطن الخليجي والعربي يقف مع قطر، وسحب السفراء سيقوي موقف قطر ، وسيجعل من الأنظمة أكثر شفافية ووعي لحاجت شعوبها ، ستكتشف أن ما قامت به كشف من من النظم يرضى عنه المواطن ومن من النظم أصبح مكشوفا من جراء سحب سفرائه ، كما يقول المثل "امشي عدل يحتار عدوك فيك" ، فما بال الصديق سوف يرى أن ما قام به إنما يقوي قطر دولة وشعبا ، الكل سيلتف حول قطر والكل سيطالب بما يحصل عليه المواطن القطري، العيب كل العيب أن مواطني الخليج ليسوا على مستوى المعيشة كما في قطر ، وإذا كان حرص الإخوه في الخليج على مصلحة الخليج ، فالأولى أن يتم هذا الإصرار على تحقيق الوحدة الخليجية والوحدة الاقتصادية والنقدية والجمركية ، هذا الإصرار كان لا بد أن يتخذ في سبيل دفع المنظومة الخليجية إلى التكامل وليس التفكك، نرجو أن نرى دول الخليج تحمل نفس الحرص على توحيد الأمة ، والعمل على رفعتها ولست رفعة أنظمه لا ترضى عنها الشعوب، كل ماقامت به قطر هو الوقوف مع الحق العربي من جنوب لبنان إلى غزة إلى قاهرة الظلم الظلام، ومن اليمن إلى ليبيا إلى سوريا ، إذا كان يلام على قطر وقفتها العربية والإسلامية ومساعدة المحتاج والوقوف مع الضعيف ، فليكن لا رجعة ولا تراجع عن الحق ، ولن تقوم للأمة قائمة دون المكاشفة ودون أن يحس المواطن العربي أنه صاحب مشروع قومي إنساني، اليوم الإنسان العربي والخليجي يفخر بما حققته قطر داخليا وخارجيا، والغيرة الإيجابية التي تدفع بقية دول الخليج والعالم العربي لكي ترفع من معيشة مواطنيها والعناية بتعليمهم ورفاهيتهم، هي غيرة محمودة تدفع بكل دولة لكي تبذل الجهد وتبحث عن السبل التي تؤدي بمواطنيها إلى التقدم والرفعة ، ما حققته قطر لمواطنيها والشعوب العربية إنما نتج عن جهد وعمل وسعي، بني على مبادئ وأخلاق العروبة والإسلام، ما قامت قطر به هو ما سيقوم به كل عربي حر أبي يحرص على رفعة شعبه وأمته، سيادة القانون محاربة الفساد الاستثمار في الإنسان كلها أمور رأت قطر أنها ضرورة للتنمية ، قطر دائما داعمة الوحدة الخليجية من مجلس التعاون إلى مشروع الوحدة ، وبذلت قطر كل ما تملك لنجدة الإنسان والإنسان العربي خصوصا ، فما رد دول الخليج هو سحب السفراء ، لا للتبعية والانقياد وراء المصالح الآنية ، فمصلحة الدول هي في توحدها مع شعوبها ، خاصة في وقت تتربص به دول المحيط بدول الخليج ، ليس هناك أفضل من هذا الوقت لوحدة الخليج بين الدول وبين الشعوب ، ومن يعتقد أنه قادر على تكبيل الشعوب فليعد حساباته ، نحن في عصر جديد وفي عالم جديد ، سياسات الماضي لن تجدي، وقطر واكبت الحقوق حقوق الشعوب وحريتها، والدول الخليجية مطالبة بالتعلم من قطر وليس العكس..