18 سبتمبر 2025
تسجيلالحديث عن الوحدة العربية ليس خيالاً ولا مستحيلاً ولكن يجب ألا يكون شعارات أو يأساً وإحباطاً، العالم اليوم في طريقه للوحدة مع اختلاف اللغات والمذاهب والمصالح لكن تبدأ خطوات من الطريق الأمثل الصحيح. بدأ العرب خطوات الوحدة من مداخل لتسجيل مواقف وشعارات ولم تكن معظمها جادة، وهناك تجارب بعضها فضل كالاتحاد العربي وبعضها تعثر كالاتحاد المغاربي وبعضها أمام التحديات لمجلس التعاون الخليجي. وبقي مجلس التعاون الخليجي صامداً لعوامل المخاطر التي تحيط به وتفرض نفسها على كل المعوقات، والمواطن العربي اليوم يشعر بالحزن والمصاعب في ظل عدم وجود مقومات الوحدة وشعور الجميع بالانتماء لأمة دينها واحد ولغتها وعاداتها واحدة. لذا لابد أن نفكر بواقعية تجاه الخطوات الصحيحة للوحدة تبدأ من الاقتصاد والتعليم، فلو بدأنا مشاريع اقتصادية مشتركة مثل مدن صناعية وسوق مشتركة، فمثلاً نحن نستورد السيارات والمعدات فلو جعلنا مصانع تجميع الصناعات متنوعة للشركات اليابانية مثلا أو الكورية كل في بلاد تكون مصدرة لكل المنطقة من خلال مدن صناعية أضف لشركات الأدوية والملابس وغيرها مع استعمال وشراء المواد الخام الموجودة في الدول العربية مع الضمانات الضرورية لهذه الشركات وتوفير الأمن لها، يا ترى لم ستجد من الأيدي العاملة وتوفير المبالغ وستقوي الاقتصاد وعندنا مواد خام كثيرة، أضف إلى خبراء وامكانيات ستفيد المنطقة وتساعد الجميع، كما أنه لو توقفنا عن لعبة أسواق الأسهم والمشاريع الفاشلة للبنوك وشركات الاستثمار التي أهدرت حقوق وأموال الطبقة الوسطى وأضاعت أموال الفقراء والمتوسطين في مشاريع فاشلة أو حيل لبعض القوى المتنفذة للابتزاز والغنى على حساب الفقراء بطرق تتنافى مع أبسط قواعد الأخلاق، وقد برزت في أسواق الأسهم والشركات المساهمة قصص مؤلمة ومخيفة دمرت أناسا كثيرين، وكذلك المواد الغذائية والأمن الغذائي من خلال دعم الدول ذات المياه وتشجيع الزراعة والثروة الحيوانية ومساعدة الدول التي تحتاج لذلك من خلال خبرات الاعتماد الذاتي والتأهيل في التطوير الزراعي كالسودان مثلا ومصر، ومناقشة قضية المياه بجدية وقوة. وكذلك تأهيل العملة وفق احتياجات السوق وتشجيع الغرف التجارية لذلك من خلال معاهد تقام في المناطق رسوم تخصم من مرتب الشخص الذي يتم اختياره وبذا نكون أوجدنا عمالة وليس بطالة مقنعة وأهلنا المواطنون والأشقاء فيهم أولى من أصحاب عادات وتقاليد تضر بالثقافة والسلوك وندفع ثمنا باهظا من أخطار هذه العمالة الوافدة من دول لها ثقافات وسلوكيات لا تتفق مع عادات وأخلاق العرب مما سبب دمارا وخرابا في سلوك البيوت والمجتمع، وأيضاً قد تستغل لزعزعة المنطقة واستغلالها في الخلل بالتركيبة السكانية واطماع دول غير عربية والإضرار بالمصالح العليا في المستقبل وبدأت فعلا هذه خلال تصريحات أضف أن بعض الدول تواجه خطراً في الديمقراطية السكانية. ودور المؤسسات التنموية والاستفادة من تجارب الآسيان والاتحاد الأوروبي سيساعد على أشياء كثيرة، ولذا فإن مجلس التعاون الخليجي لو بدأ بخطوات شجاعة في هذا المجال فإنه سيتوسع وبخاصة لو تحركت الصناديق وبرامج التنمية في مشاريع وفق دراسة صحيحة بعيدة عن المجاملات أو العواطف وإنما دراسة ميدانية وفق خبرة وشاملة الجوانب وإعطاء القطاع الخاص حرية وإطلاق خبراته في دراسة وتقييم المشاريع ودعم رسمي فقط حماية وغير ذلك وتشجيع اللقاءات التجارية مع نظرائهم. أما المجال التربوي فإن التقارب التربوي من خلال توحيد المناهج التربوية ابتداءً بالمرحلة الابتدائية وفق خبراء تربويين مع بداية نماذج كمراحل تجربة ولكن بتدرج حتى يضمن النجاح لأن تقارب التفكير ومنهج الأجيال سيساعد على جيل منسجم ومتفاهم حتى الثقافة الدينية بمنهج وفق النقاط المتفق عليها بعيداً عن قضايا الخلاف وكذلك الثقافة، كل هذا سيؤدي إلى تقارب يساعد على الوحدة. وكذلك في مجال الإعلام وإيجاد حوار مستمر بين وسائل الاعلام في القواسم المشتركة، ودور الاعلام في تقريب وجهات النظر وتوعية الناس، ودور المثقفين والعلماء والمفكرين في محاربة ورفض ثقافة الكراهية والأحقاد والقضايا العنصرية والطائفية وما يدفع للتفرقة والأحقاد من خلال وسائل الاعلام ومناهج التربية والعلماء ودور اساتذة الجامعات ومراكز البحث في تقديم دراسات من خلال ورشات عمل وتجارب المختصين والاستفادة من التجارب وفق المبادئ والهوية العربية الإسلامية ومراعاة ثقافة الطوائف والأقليات. إذا خطونا خطوات في هذا الإطار قبل الحديث عن الوحدة السياسية نكون بدأنا بالطريق الصحيح وأن الوحدة الفوقية غير المبنية على أسس وجذور ومراعاة المعوقات ستكون نتائجها سيئة، فالسير في الوحدة الاقتصادية والتعاون الاقتصادي والتعاون التنموي إضافة إلى الوحدة التربوية والثقافية سيكون خطوات صحيحة نحو الطريق الصحيح إضافة لمناقشة المعوقات، والاهتمام بالشباب كأمل المستقبل ووضع برامج لتقارب الشباب وثقافتهم من خلال برامج مشتركة ودراسة وسائل إعداد الشباب كعامل بناء والاستفادة من طاقاتهم وتأهيلهم تربويا وسلوكيا وحمايتهم من التيارات المنحرفة والمتطرفة والسلوكيات الدخيلة على الأمة ورفض الوسائل الدخيلة لتدمير الشباب من خلال الجريمة والمخدرات وجماعات العنف، وتحميل الشباب مسؤوليتهم نحو البناء من خلال العلم والمعرفة وفق الأصالة والمعاصرة وذلك سيساعد لأجيال بناء تساعد لتحقيق الوحدة التي عجز عنها جيل كان ضحية صراعات وتراكمات أوضاع وسياسات داخلية وخارجية. هذه مسؤولية القيادات والعلماء والمثقفين والمفكرين وأساتذة الجامعات نحو أمتهم وحتى لا يسجل التاريخ أنهم لم يتحملوا مسؤوليتهم ولم يقدموا جديدا للنهوض بأمتهم نحو مشروع حضاري.