ظبية السليطي.. وتوثيق نباتات البيئة القطرية

(1) البحث والتنقيب عن المعلومات التي تخص البيئة القطرية وتاريخها ومنابع هويتها ليست بالعمل السهل كما يعتقد الكثير.. ويحتاج من الباحث المزيد من الجهود والدعم لكون التنقيب عن تلك المصادر يحتاج وقتاً وفترات طويلة قد تصل إلى عشرات السنين. وفي قطر يوجد بعض المهتمين بالشأن المحلي خاصة من يحاول التنقيب عن النادر منها التي قد لا يعرفها الكثير من جيل اليوم ويحتاج إلى هذا الكم من المعلومات التي لا يمكن الحصول عليها بسهولة. (2) من الباحثات المتميزات في البحث عن خبايا الماضي وتراثنا العريق الباحثة القطرية القديرة ظبية بنت عبدالله السليطي.. التي تعد اليوم من أبرز الباحثات في مصادر الهوية القطرية سواء ما يتصل بالتراث والأدب الشعبي - كما عرفتها منذ عقود - أو من خلال تركيزها في الآونة الأخيرة على توجّهها نحو التنقيب عن المعلومات التي تتعلق «بالنباتات البرية والبحرية» داخل المجتمع القطري. وقد كانت وما زالت الأخت ظبية تقدم لنا في كل يوم المزيد من جديد النباتات التي لا يعلم بها الكثير من أفراد المجتمع خاصة سعيها إلى نشر ما تقوم بجمعه عبر حسابها الخاص في تويتر وهي فكرة جميلة ورائدة من أجل إيصاله للقراء والمتابعين لها بطريقة سهلة وسلسة. (3) ما أتمناه من الجهات المختصة في الدولة أن تقوم: - وزارة التربية - ووزارة الثقافة - ومؤسسة الحي الثقافي (كتارا) - وهيئة متاحف قطر. بدعم مثل هذه الجهود التي لا تقدر بثمن لكونها غير مسبوقة سعيا لنشر ما يتصل بالموروث الشعبي الأصيل وتوثيقه في عمل موسوعي ضخم يعود على وطننا العزيز وأبنائه بالفائدة لأنه يقود إلى المحافظة على ثقافتنا المتماسكة. (4) وبجانب اهتمام ظبية السليطي بالنباتات القطرية فإن اهتمامها بالتراث القطري بشكل عام كان وما زال مستمرا.. فقد نشرت بعض الدراسات والمقالات العلمية حول: - اللهجة القطرية - والحلي والذهب للمرأة القطرية (البدوية والحضرية) - الأمثال الشعبية القطرية - الموروث الشعبي القطري بشكل عام كما كانت من العناصر القطرية الفعالة في خدمة مركز الدراسات والعلوم الإنسانية في جامعة قطر قبل عقود مضت. - ولها كذلك عدة محاضرات وندوات في الفكر والأدب الشعبي والهوية القطرية. - ولعل أهم مؤلفاتها «المعجم المختصر لمسميات الأمراض في الطب الشعبي في قطر».. بجانب بعض الأبحاث قيد الإنجاز. (5) ولهذا: نتمنى دعم المؤلف القطري وتمويله لتغطية تكاليف طباعة مثل هذه الأعمال الخالدة التي تسعى بكل أمانة وإخلاص لنبش الماضي رغم التحديات.. فالإلمام بكافة هذه الحقائق لا يتم إلا من خلال استيعاب وقراءة هذا التاريخ الذي خلده لنا الآباء والأجداد عبر هذا الإرث العظيم بهدف التعرف عليه.. ومن ذلك مسميات النباتات البرية والبحرية القطرية للباحثة ظبية السليطي. (6) كلمة أخيرة: قال أحد الحكماء: «من يهضم الماضي بطريقة خاطئة.. يتقيّأه المستقبل». [email protected]