20 سبتمبر 2025

تسجيل

بيتنا الخليجي والمؤامرات التي لم تتوقف عنه بعد (1)

09 فبراير 2018

مجلس التعاون الخليجي ما زال ميتاً ولم يحقق أي تطور نحو إيقاف التآمر على وحدتنا وتضامننا نحتاج إلى قرار شجاع يوقف التلاعب الذي يحدث داخل هذه المؤسسة لاستعادة هيبتها وقوتها ولد مجلس التعاون لدول الخليج العربية سنة 1981 م ليعيد المكانة المرموقة التي يجب أن تتحلى بها جميع دول الخليج عبر هذا البيت الذي نشد منذ ذلك التاريح الوحدة والتضامن والتعاون بين دولنا من أجل مواجهة التحديات التي كانت تحدق بدول المنطقة بعد حدوث بعض المستجدات السياسية عندما حاولت تغيير مسار اللعبة في الخليج! . ومنذ ذلك الوقت ومجلس التعاون تحاك ضده العديد من المؤامرات التي لا نهاية لها من أجل الإطاحة به كمؤسسة لعبت دورها الكبير من أجل توثيق الروابط بين دول الخليج وإيقاف الخلافات الجانبية المفتعلة بين الأشقاء، ولعل القضاء عليها يمكن من الإبقاء على المجلس كمنظمة إقليمية لها أهدافها وتوجهاتها الطيبة لتوحيد الكلمة الخليجية . ومع التآمر ضد قطر: أصبح المطلوب من مجلس التعاون الخليجي أن يلعب دوره الإيجابي المأمول في حل الأزمة الخليجية المفتعلة في هذه الأيام دون ميله لطرف على حساب الطرف الآخر . وهذا ما يؤكد أن الرسالة التي يحملها هذا المجلس كانت وما زالت تدعو إلى نبذ الخلافات بين الدول والسعي لحل الأزمات وتجاوز التحديات التي تنزل بدول المجلس للحفاظ عليه كبيت خليجي يوحد كلمتنا ويلم الشمل رغم الصعوبات التي تواجه هذا البيت الموحد . فالبيت الخليجي يجمعنا: وما حدث ويحدث من خلافات بين الأشقاء لا يجب أن يتطور إلى التصعيد أو المساس بسيادة أي دولة من دول المجلس، لأن الحفاظ على كيانات هذه الدول هو جزء من كيان مجلس التعاون الخليجي الذي هو أساس هذه الوحدة وهذا التكاتف على مر السنين . فالوحدة لا تقوم على الشعارات بقدر ما تقوم على الأفعال وتقدم الحلول الناجعة والنافعة لإنهاء مثل هذه الخلافات المفتعلة التي لا تقدم ولا تؤخر فيما يشهده المشهد السياسي اليوم في المنطقة من أحداث مؤسفة وخلافات تسير نحو التعقيد بلا فائدة. الأدهى والأمر في المسألة: أن التعنت الذي تتمسك به بعض دول مجلس التعاون الخليجي يجعل الأزمة المفتعلة ضد قطر تسير نحو نفق مظلم، ويجعل العداء يقترب أكثر من بيئتنا الخليجية ليتمكن من دولنا وشعوبنا بلا مبرر. وهذا ما يزيد الطين بلة بالرغم من أن الخلاف المفتعل كان في بدايته بسيطا، ولكنه تحول اليوم إلى خلاف قد يستمر لفترة أطول مما توقعه الكثير من أهل الخليج . وحتى لا ننسى: فإن الجهود الجبارة التي بذلتها الكويت وسلطنة عمان، بجانب تركيا تظل بارقة الأمل الوحيدة لإنهاء الخلافات التي لا داعي لتصعيدها، لأن وحدة البيت الخليجي قد تلامس مشاعر كل أفراد ومجتمعات الخليج في سبيل التضامن من جديد ونسيان هذا الخلاف الذي أضر بنا وهدم طموحاتنا التي كنا نعلق عليها الكثير من الآمال من خلال مجلس التعاون الخليجي في سبيل الوحدة . ونتذكّر: أن ما حدث من خلاف خليجي سنة 2014م وإنهائه في ذلك الوقت خلال فترة قصيرة، يمكن أن نسعى لتكرار حله ببساطة من خلال البيت الخليجي لنصبح أكثر تماسكا اليوم في سنة 2018م لإنهاء هذا الخلاف العارض والمفتعل، وذلك مراعاة لمصالحنا المشتركة حفاظا على كيان مجلس التعاون الخليجي من الضياع! . كلمة أخيرة: تبقى مبادرة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بمثابة الحل الوحيد الذي يعول عليه أهل الخليج لإنهاء الأزمة الخليجية في وقت قصير بدلا من إطالتها، لأن تأجيل أية حلول يشير إلى بعض الآثار السلبية على بيتنا الخليجي الذي هو عنوان العمل المشترك لتماسكنا بمجلس التعاون الخليجي كتهميش دوره في هذا التوقيت بالذات.