17 سبتمبر 2025

تسجيل

اليأس وما يفعل ..

09 فبراير 2015

لا تيأس أبداً ، ولا تدع ثغرة يمكن أن ينفذ منها اليأس إلى نفسك ، بل تعلم دوماً أهمية المحاولة المرة تلو الأخرى في تحقيق ما تصبو إليه.. وتعلم كيفية الإيحاء الى النفس بعدم اليأس ، فإن اليأس عدو خطير خفي ، يهدم أكثر مما يبني . نوح عليه السلام ، يمكن أن نعتبره أبرز مثال بشري حين نطالب بعضنا البعض بعدم اليأس ، وأهمية بذل كل الأسباب الممكنة لتحقيق الهدف النبيل .. فقد جلس نوح عليه السلام يدعو قومه أكثر من تسعة قرون .. وليس تسعة أعوام أو أيام، ومع ذلك لم يؤمن بدعوته أكثر من خمسة عشر إنساناً طوال تلك الفترة الطويلة ! رسولنا الكريم عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام ، نموذج جميل في هذا الموضوع ، فهو صلى الله عليه وسلم لم ييأس من دعوة الناس كذلك إلى الإسلام ، بعد أن واجهه عليه القوم في مكة بالعند والسباب والأذى ، فذهب إلى قبيلة هنا وقبيلة هناك ، فلعله يجد آذاناً تصغي ، وعقولاً تعي، لكنه لم يجد سوى آذاناً صمّا ، وقلوباً غلفا .. فهل أصابه اليأس ؟ بالطبع لم ييأس ، فكان ما كان من أمر الهجرة إلى المدينة ، فربما أن الجغرافيا تكون أحد أسباب عدم التوفيق ، فكان الأمر كذلك ، وجاء العون والنصر من بعد تغيير الموقع ، وكان من الأنصار الكرام. اليأس مشكلة كثيرين منا نتورط فيها منذ المحاولات الأولى في أي عمل ، وللأسف أن البيئة المحيطة أحياناً كثيرة تساعد على بث روح الإحباط واليأس ، فلا تجد عوناً ومعيناً وباعثاً على الاستمرار ، إذ ما إن تفشل في عمل ما حتى تبدأ سهام الشماتة تنهال عليك من كل حدب وصوب ، حتى تكاد تصل إلى أن تكره نفسك ، وتكره ما أنت تقوم به أو ما تريد انجازه . حاول إذن أن تكون أنت من يدعم نفسه ويشجعها على المضي قدماً في طريق الأنبياء والمرسلين والعظام من البشر.. لا تيأس ولا تركن إلى ايحاءات النفس السلبية أحياناً الداعية إلى الركون والاستسلام في مدرسة الحياة ، ولا تسمع للقيل والقال ممن حولك ، فلو أن كل أولئك العظام من البشر استسلموا ، لما كان هناك دين أو فكرة جميلة أو اختراع صالح للبلاد والعباد ..