13 أكتوبر 2025

تسجيل

اكسب الآخرين بانتقادهم !!

09 فبراير 2014

النفس البشرية تحب دائماً الثناء والمدح والتقدير، وتكره النقد والبحث عن الأخطاء والعثرات، حتى لو كانت نية الناقد سليمة خاوية من أي أهداف وأغراض سيئة.. لكن هكذا هي النفس الإنسانية. موضوع النقد مهم لأنه عمل حياتي يومي تقريباً وما يحدث الانتقاد إلا بهدف التصحيح والتوجيه والحيلولة دون وقوع أخطاء مرة أخرى، لكن إن كان النقد لمجرد النقد، وحباً في توبيخ الآخرين، لمرض أو أمراض في نفس الناقد، فهذا أمر رغم أنه غير محبذ ولكن يمكن علاجه مع الوقت، على أن موضوع اليوم هو فعل النقد نفسه. كي لا نفقد الأصدقاء يوماً بعد آخر، فلنحاول أولاً أن نقلل من نقدنا لأفعال الآخرين قدر المستطاع ما لم تكن هناك ضرورة وحاجة ماسة للنقد والنصح والتوجيه. ذلك أن المرء حين يخطأ يتنبه إلى الخطأ فيقوم بتصحيحه فوراً أو بعد حين. وإذا ما صادف أن رأى أحدنا خطأً من فرد، ولم تكن هناك ضرورة إلى التوجيه الفوري وإمكانية التريث بعض الوقت، فمن الأفضل هنا ترك الأمر للشخص لأن يتنبه بنفسه إلى الخطأ ليعمل على إزالته وتصحيحه، ولا تحاول أن تسرع كالبرق في توجيه اللوم والتوبيخ أو حتى نقد العمل. فهذا له أثر سلبي على النفس. فإذا طال الوقت، ولم يتنبه الشخص للخطأ، وبدأ بتكراره فهنا يمكن البدء في عملية النقد. ابتعد في عملية النقد عن مس الذات من الأمور الأساسية، فلا يجب لوم الشخص ونعته بصفات غير محبذة أو رفع الصوت عليه، مهما كان وضع هذا الشخص. الانتقاد يجب أن يكون للعمل والفعل وليس الشخص. ثم اهتم بأن يكون نقدك للشخص على انفراد وليس أمام الجميع، وتبدأ تثني عليه أولاً وتعرج من بعد ذلك على الخطأ المرتكب، وتبيّن له أن الصواب يكون كذا وكذا. ولا تعد عليه أخطاء الماضي إن كان الشخص قد ارتكبها في وقت من الأوقات. حاول أخيراً أن تنتهي من الأمر بأن تعيد الثقة في نفس الشخص بكلمات إيجابية تطيب بها خاطره، وتؤكد له أن الأمر بسيط، وكل المطلوب منه أن يحاول منع تكرار الخطأ وبذل الجهد، وإنهاء اللقاء على ذلك.. أنت ها هنا تكون قد كسبت الشخص أولاً ومن ثم سيقوم من لحظته بالتركيز في حديثك لمنع تكرار أي أخطاء مستقبلاً.. وهكذا النقد البناء مع القلوب البشرية. والله من وراء القصد.