12 سبتمبر 2025

تسجيل

مطبات

09 فبراير 2013

كنا مجموعة من زملاء العمل نتبادل الأحاديث ومقالب الهواء، كانت المجموعة تضم غازي حسين ومحمد الدبسي والمرحوم فوزي الخميس ومحمد سليم أبوالهدى، ونعمان القواسمي، وأصبح كل واحد يسرد قصة ما، ثم ذكر أحدهم  أن أحد قارئي النشرات قد قال وهو يقرأ النشرة "أيها الساعة السادة الآن!!"، وضحكنا كثيراً، ذهب المرحوم فوزي الخميس إلى قسم الأخبار، ودخل الأستوديو. فإذا به يقول "أيها الساعة السادة الآن" وكان موقفا محرجا ومضحكا في آن واحد. أنا أتحدث عن الإذاعة. وعن العلاقات الأسرية بين رفقاء الأمس. كان هذا في بدايات العقد السابع من القرن الماضي. مآسي الهواء كثيرة ولكن مأساة الممرضة الهندية "جاسينثا" مزحة لا إنسانية. حيث دفعت حياتها ثمناً لمزحة ثقيلة. عبر مداعبة غير مقبولة وخدعة لم يكن يدرك أبعادها حتى المذيع، ونشرت وسائل الإعلام الأبعاد المختلفة للمأساة الإنسانية. لقد انتحلت المذيعة "ميل جريج" صفة الملكة والمذيع صفة الأمير تشارلز وأوقعنا المسكينة في مطب. وهي صدقت اللعبة بحسن نية. واستجابت لدعوة الأمر الملكي المخادع ومن ثم أجابت على الأسئلة دون أن تعرف أبعاد اللعبة. طبعاً مثل هذا الأمر غير جائز والحذر مطلوب ولكن لم تتحمل الممرضة الأمر فانتحرت. هذا الأمر يلقي بظلاله على الإنسان البسيط وكما حدث ذات مرة من مداخلات البعض في بعض برامج الهواء وإلقاء التهم جزافاً أو تجريح المسؤولين، أو الدعوة إلى الأمور التي تشكل واقعا مغايرا للمألوف في المجتمع الساكن والهادئ. كما حصل من أحدهم أثناء دورة كأس الخليج وأتذكر جيدا حادثا وقع معي من استاد خليفة في إحدى المباريات وكان المعلق الخليجي يجلس بجانبي في الملعب حيث انطلق مع صفارة الحكم إلى الحكم وقام وبدوره البطولي بالاعتداء على الحكم. كل هذا يهون أمام انتحار الممرضة الهندية.