06 نوفمبر 2025

تسجيل

ثورة ناصر.. وثروة مبارك

09 فبراير 2011

بدون تمهيد.. وبدون مقدمات.. وبدون كلمات سأترك الأرقام تتحدث اليوم.. وحديث الأرقام يعني الحقيقة ويعني ايضا قراءة جلية وواضحة لأهداف وخطط مشاريع البشر ومنهم الحكام والقادة والزعماء. الأرقام لا تكذب.. ولا تسمح لأحد أن يدعي أنها غير صحيحة أو أنها مزورة إلا إذا اقترنت هذه الأرقام بعدد الناخبين أو عدد المؤيدين أو عدد القائلين نعم لحكامنا العرب، فأغلب حكامنا العرب يتلاعبون بهذه الأرقام وفق رغبتهم وهواهم فتأتي أحيانا 99.999% لأن هذه الأرقام تخرج من دوائرهم الانتخابية فقط فهم وحدهم صناع هذه الدوائر وهم وحدهم من يضع على صناديقها الشمع الأحمر وهم وحدهم من يفتح هذه الصناديق ويزيل عنها الشمع الأحمر ولعل المثل الصارخ والواضح تلك الانتخابات التي جرت لمجلسي الشعب والشورى المصريين وتلك الانتخابات التي جرت في العراق الشقيق تحت حراب الاحتلال الأمريكي. وإذا كانت أرقام الانتخابات العربية تكذب ويمكن تزويرها بسهولة، فإن أرقام الحسابات المالية لا يمكن تزويرها أو التلاعب بها لأن واحد زائد واحد يساوي اثنين ولأن البنوك والمصارف يهمها دقة الحسابات بل أنها تتعطل إذا تم تزييف أرقامها وحساباتها، لهذا سأتحدث اليوم بالأرقام عن ثروة قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر وثروة الرئيس محمد حسني مبارك ومن خلال قراءة هذه الأرقام سنعرف من هو القائد ومن هو الطاغية ومن هو من يفكر بشعبه وبآمال وطموح ورخاء وسعادة شعبه ومن هو من يفكر بنفسه وأسرته ويمتص دماء شعبه ويستغل ثروة هذا الشعب. لن أتكلم عن ثروة حسني مبارك بالتفصيل لأن خبر هذه الثروة لا يزال طازجاً ومازالت تتناقله وسائل الإعلام العربية والأجنبية واكتفي هنا بشهادة وتقارير صحيفة "غارديان" البريطانية التي ذكرت أن ثروة مبارك وأفراد عائلته تبلغ حوالي 70 مليار دولار أمريكي موزعة ما بين أرصدة في بنوك سويسرية وبريطانية وعقارات في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ومصر. في المقابل هذه ثروة الرئيس جمال عبدالناصر بعد وفاته عندما قامت الاجهزة الرسمية بحصر أمواله وممتلكاته كما قامت بالبحث عن أموال باسمه في الخارج فلم تجد له أي أموال أو عقارات في أي دولة أجنبية أو عربية وهذه قائمة بثروة عبدالناصر بالتفصيل: ثروة وممتلكات جمال عبدالناصر حسين سلطان: * مرتبه الشهري 500 جنيه. * بدل التمثيل 125 جنيها. * الإجمالي 625 جنيها. * الصافي الذي يتقاضاه 395 جنيها و60 قرشاً 7 ملم. ثروته بعد وفاته في 28 سبتمبر 1970 كالآتي: * 3718.273 جنيه مصري في حسابه رقم 9964226 – بنك مصر. * 200 سهم شركة كيما. * 5 أسهم شركة مصر للألبان. * سند واحد بنك عقاري. * 600 جنيه شهادات استثمار. * 10 أسهم في بنك الاتحاد التجاري. * 100 سهم في الشركة القومية للاسمنت. * 30 سندات تأمين. * 100 جنيه قرض إنتاج. * 18.70 جنيه أسهم في شركة النصر لصناعة أقلام الرصاص. * شهادات استثمار بمبلغ 600 جنيه في شركة الحديد والصلب. * سيارة أوستين التي كان يملكها قبل الثورة. أما ممتلكاته الشخصية فقد قامت رئاسة الجمهورية بحصرها بعد الوفاة في سجلات رسمية وكانت كما يلي: * ثمانية أزواج أحذية. * ثلاث ماكينات كاميرا للتصوير. * آلة عرض سينما. * عشر بدل ومجموعة كرافتات. وتضمن التسجيل أن عبدالناصر استبدل من معاشه الشهري مبلغ 35 جنيهاً (بما يعادل 3500 جنيه) لتجهيز زيجات ابنتيه. وكان في جيبه يوم رحيله مبلغ 84 جنيهاً وترك الدنيا وأسرته لا تملك مسكناً خاصاً وليس لزوجته دخل خاص غير معاشها من زوجها الراحل. أما أركان الحكم أيام عبدالناصر فقد قام الرئيس أنور السادات بالقبض عليهم ووضعهم في السجن فيما عرف وقتها بقضية مراكز القوى وقامت أجهزة السادات بالتحري عن الذمة المالية لهؤلاء فلم تجد لهم ثروة تذكر وحالهم حال قائدهم. هذه هي ثروة الرجل الذي قاد ثورة 23 يوليو المجيدة وحكم مصر 18 عاماً. فهل تحتاج هذه الأرقام إلى تعليق؟!! وهل المقارنة بين ثروة عبدالناصر وثروة مبارك تحتاج أيضا إلى تعليق؟!! التعليق الوحيد الذي يمكن أن يسجله التاريخ هو التسجيل بأحرف من نور هذه "ثورة" عبدالناصر.. وهذه هي "ثروة" مبارك.. والفرق بين الثورة والثروة كالفرق بين "الثريا" و"الثرى".