12 سبتمبر 2025

تسجيل

باب الأنصاري ونافذة الحرمي

09 يناير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); شرّفني السيد أحمد الأنصاري بأن كان أول من دعاني لزيارة قطر، كان ذلك في العام 1976، بعد تعارفنا الأول في بهو فندق أنتركونتيننتال- الرياض بحضور المغفور له سمو الأمير فيصل بن فهد الذي قدّمني إلى المسؤول الأول عن الرياضة القطرية في ذاك الوقت، والذي بدوره وجّه لي الدعوة للدوحة على الفور، وهذا ما حصل، فكانت الزيارة الأولى عبر الرياض مباشرة. السيّد أحمد الأنصاري شرّفني بأن فتح لي الباب إلى قطر، والأستاذ جابر الحرمي، بعد ما يقارب الأربعين عاماً، شرفني بأن فتح لي نافذة من قطر أطل فيها على العالم العربي عبر "الشرق" القطرية- العربية.عمري الإعلامي وتجوالي في العالم العربي خاصة، لا يقتصر على الأربعين عاماً التي كانت فقط نقطة البداية القطرية، ويجب أن نضيف إليها ما لا يقل عن ثماني سنوات سبقت العام 1976 لتكون بداية العمل الاحترافي الصحفي الإعلامي، ناهيك عن سنوات الهواية التي واكبت المرحلة الدراسية المتوسطة.بدايتي القطرية تلازمت مع إنشاء استاد خليفة، ومسيرتي التي لم تتوقف أبداً عاصرت كل الذين تعاقبوا على المناصب الإدارية في الاتحادات الرياضية والأندية والمجلس الأعلى لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية.أنا شاهد على عصر التطور الهائل الذي عرفته قطر، نزلت أول مرة في فندق داخل الأسواق القديمة ثمّ الواحة ثمّ رامادا ثمّ شيراتون الدوحة باكورة سلسلة أفخم الفنادق في العالم، كنا نتعرّف في قطر على تراثها، هذا التراث الذي لم تطمسه معالم الحضارة الحديثة، حاضر بخيمه وجماله وصقوره وأكلاته الشعبية والزي المزركش، وملازم لكل حدث رياضي في أماكن إقامة الوفود.أهل قطر تمردوا على واقع الرقعة الجغرافية الضيقة والقلة في التعداد السكاني، فنقلوا بلدهم إلى الرحاب الأوسع، حملوه إلى العالم عبر نشاطات رياضية، ونقلوا العالم إليه عبر هذه النشاطات، "عصر الفتح" بدأ في حقبة اللجنة الأولمبية مع سمو الشيخ عبدالله بن خليفة، واتحاد كرة القدم مع سلطان خالد السويدي، ومجلة الصقر مع سعد الرميحي، ودورات الصداقة كانت الموجات الأولى التي مدت البحر القطري إلى المحيطات كلها.والموج العاتي بدأ مع الدورات الدولية: كرة المضرب، الجولف، ألعاب القوى، وكرة الطاولة وغيرها، ثمّ جاءت حلبة لوسيل ومراحل بطولات العالم في الدراجات النارية لتعطي قطر الريادة والشهادات في التنظيم وفي تحويل ليل الحلبة إلى نهار، كل هذه النشاطات هيأت الشباب القطري للتمرس في تنظيم التظاهرات الرياضية العالمية. فبدأت البطولات العالمية تُقام على أرض قطر وآخرها بطولة العالم في كرة اليد هذا العام، ولم تكن حتى البطولات القارية عصية على همة أهل قطر، فكانت دورة الألعاب الآسيوية وبطولة آسيا في كرة القدم، ثمّ جاء الحدث الأكبر ملامساً السطح العالمي وأصبح حلم الشرق الأوسط حقيقة بفضل قطر: المونديال الكروي على أرض عربية لأول مرة في تاريخ كرة القدم.حتى قبل " خبطة" مونديال 2022، لم يعد هناك في الميدان من ينافس قطر على لقب عاصمة الرياضة العربية، وربما تعود لعبة التنافس على هذا اللقب بين الدول العربية الأخرى، لأنّ قطر قفزت إلى الرحاب الأوسع...