15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); جاءت شهادات بعض المستشرقين تؤكد حقيقة طالما أنكرها ورددها بعض المثقفين العرب، ممن تأثروا بالغرب، وتنكروا لحضارتهم وتاريخهم، وهي أن الإسلام دين ودولة، وأن لا فصل بين الدين والسياسة، وأن مقولة بعض الساسة " لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة " إنما هي بدعة منكرة استحدثتها الأهواء والأغراض لخدمة الحكومات المستبدة، والديكتاتوريات المعاصرة التي تحكم باسم الإسلام.ونعلم أن كثيرًا من بني جلدتنا ممن يتسمون بأسماء إسلامية، قد ينكرون الحقائق التاريخية، وقد يهيلون التراب على تاريخنا بأكمله ، لأنهم ولوا وجوههم نحو الغرب، وأولعوا بمعارفه، وأغرموا بحضارته، وهاموا في حبه ، فتنكروا لكل ما هو عربي وإسلامي، كما أنهم لا يقتنعون إلا بكلام أساتذتهم الأوروبيين تحقيرًا لذواتهم ، وتقليلًا لشأنهم ، ولا يقرون بالحقائق إلا إذا جاءت على ألسنتهم ، فعنهم وحدهم يأخذون، ومنهم – لا من سواهم ــ يستمدون ، ولكلامهم يذعنون، ولمنطقهم يستسلمون، كأنهم أنبياء هذا العصر ، عن الهوى لا ينطقون. وإذا كانت هذه طريقتهم في الإيمان بالحقائق والتسليم لها ، فلا بأس أن ننقل لهم عن أساتذتهم أقوالًا صريحة وقاطعة لتؤكد على هذه الحقيقة التي طالما كابروا في الإذعان لها، والتسليم بها، والتى تقرر أن الإسلام دين ودولة . وقد جمع الدكتور محمد ضياء الريس في كتابه الرائع " النظريات السياسية الإسلامية " أقوالا كثيرة في ذلك و نحن ننقل عنه بعضها : يقول الدكتور " فنزجرالد " : ليس الإسلام دينًا فحسب ولكنه نظام سياسي أيضًا، وعلى الرغم من أنه قد ظهر في العهد الأخير بعض أفراد من المسلمين، ممن يصفون أنفسهم بأنهم " عصريون " يحاولون أن يفصلوا بين الناحيتين، فإن صرح التفكير الإسلامى كله قد بنى على أساس أن الجانبين متلازمان، لا يمكن أن يفصل أحدهما عن الآخر.ويقول الأستاذ" تللينو " : " لقد أسس محمد في وقت واحد: دينا ودولة، وكانت حدودهما متطابقة طوال حياته " . ويقول الدكتور "شاخت": " الإسلام يعنى " أكثر من دين: إنه يمثل أيضًا نظريات قانونية وسياسية، وجملة القول أنه نظام كامل من الثقافة يشمل الدين والدولة معًا " . ويقول الأستاذ"ستروتمان": " الإسلام ظاهرة دينية سياسية: إذ إن مؤسسه كان نبيًا وكان حاكمًا مثاليًا خبيرًا بأساليب الحكم . ويقول السير"توماس أرنولد": " كان النبي في نفس الوقت رئيسًا للدين ورئيسًا للدولة "وفيما نقلناه بيان دامغ لكل من ينكر هذه الحقيقة، وإذا لم يذعن لذلك بعض المثقفين العرب فلا مفر من أن يختاروا لأنفسهم الوصم بالجهل والمكابرة والتعالم حتى على من يقرون لهم بالأستاذية، ويعترفون لهم بالريادة.