15 سبتمبر 2025
تسجيللم يدر بخلد العرب أن برنارد لويس وضع خطة للعراق ورسمها لإنهاء دور العراق ودور الدول القوية التي تهدد الكيان الصهيوني الذي يريد أن تكون الدول العربية ضعيفة ومدمرة، وكانت الأجندة المخفية تقسيم العراق كنموذج للصراع في المنطقة يكون لصالح أمن واستقرار الكيان الإسرائيلي الذي لا يشعر بالأمان لكونه قائما على الظلم والاغتصاب ضد شعب مازال يشكل مأساة إنسانية ووصمة عار في تاريخ الغرب والأمم المتحدة بما يتنافى مع أبسط قواعد حقوق الإنسان. وكان المبرر هو أسلحة الدمار الشامل. وظلت الأمم المتحدة والوكالة الدولية تنهب أموال العراق تحت مسمى التفتيش وهم يعرفون جيداً عدم وجود ذلك ولكن هناك أجندة خفية. كما أن جيران العراق الغاضبين من حماقات صدام ويريدون أن يردوا على عدوانه وما سببه لهم، فكانت حكومة بوش التي قامت بالغزو للعراق وظن العراقيون وعدد من المعارضة أن العراق سيصبح كالدول الغربية.. انتخابات وحريات واستثمار ويصبح جنة أحلام، ولكنهم فوجئوا بأن لا أسلحة دمار شامل ولا غيره، وإن هناك احتلالاً تم بالتعاون مع الجارة إيران التي تريد أن تصفي حساباتها وتحقق أهدافها التاريخية وأحلام الامبراطورية الصفوية وبتعاون المحتلين لتحقيق أجندات لدولتي إيران وأمريكا وبدأوا بحل الجيش ونشر الفوضى والإرهاب وتدمير العراق، وتم إعداد جيش ودولة تتبع إيران ذات نكهة طائفية، وتمت عملية تغيير ديمغرافي في المنطقة. وكما أن ابن العلقمي الجديد ونصير الدين الطوسي الذي أسقط بغداد لصالح هولاكو عادا اليوم بلباس جديد وتم الانتقام من الفالوجة والأنبار وغيرهما ودمر العراق ونهبت أمواله وسخرت امكانياته لصالح مشاريع إيران في إفريقيا والعالم العربي، ثم بدأوا بتصفية العناصر المعارضة للطائفية وتصفيتها بفرق إرهاب تحت مسميات مختلفة وتم التواطؤ مع النظام السوري الذي كان يمرر ويسمح بدخول عناصر إرهابية بعضها مغرر به لتحقيق أجندة معروفة، كان لابد من حرب أهلية ولابد من صراعات وتحقيق الهدف وكل يسير وفق أجندته، ولكن رغم اختلاف الأجندتين الأمريكية والإيرانية، إلا أنه تحقق الهدف للطرفين، وبدأت العناصر التي شاركت في المعارضة تكتشف أن أحلامها لا أساس لها وأنه تم استخدامها للوصول للهدف المخفي وعاد بعضهم خارج العراق، وبعضهم تمت تصفيتهم وخرجوا خارج الخريطة واللعبة، ثم أصبح الأمر مكشوفاً والانتقام كان قويا واستغلت لعبة الأكراد فترة وتم اللعب معهم لتحقيق أهدافهم فقط عن طريق الأكراد دون حصولهم على أي شيء سوى مستحقات النفط أو المتاجرة به وبيعه عن طريق إيران وغيرها للحزبين الكردستانيين وكان ثمن ذلك وجود إسرائيلي وغيره، وهكذا دخلت العراق في نفق مظلم بل تم تهديد عدد من القيادات العراقية غير المحسوبة على الملالي بأن تسير في الركب الإيراني وإلا فإن مصيرهم سيكون الموت لهم ولأسرهم، وتمت عمليات تصفيات للكثير منهم ولا يعرف الجميع أن الهدف كان هو تهجير القبائل العربية والسنية والاستفادة من الساسة الإسرائيليين نحو عرب 48 وما تم في الاحتلال الإسرائيلي، كما تم تهجير عدد من الإيرانيين وتجنيسهم وتصفية عدد من المناطق وبالأخص التي توجد بها المراقد الدينية والمقدسات ومناطق البترول، وكان الوضع لا يطاق مع صمت عربي. وصرخ العراقيون وصرخ العرب العقلاء أدركوا العراق.. ولكن لا حياة لمن تنادي.. وكان وضع العرب ضعيفاً في الداخل وتعبت المقاومة. وإيران وأنصارها ومليشياتها وفيلق القدس يتجاهلون الدول العربية تماماً مثلما يفعل الكيان، لأن هناك حلما بإقامة ثلاث دول على النمط الإيراني.. العراق واليمن والبحرين. ولكن القهر استمر وفتحت السجون وظهرت فضيحة أبو غريب وما خفي كان أعظم، وكانت الانتخابات ألعوبة مكشوفة والدكتاتورية أسوأ من أيام صدام حتى أن بعض عقلاء الشيعة أنفسهم ترحموا على أيام صدام لأن هؤلاء أناس يريدون الأمان والسلام والتجارة والاستقرار، وهو ما لم يجدوه في حكومات الجعفري والمالكي وغيرهما وحتى علاوي، فكانت الديمقراطية مجرد كذبة كبيرة للجميع، واستغلت هذه العناصر قوانين الإرهاب لتصفية الخصوم من القيادات التي تم استغلالها بصورة فردية وهي لم تعمل معاً، وهو ما أضر بحقوق المناطق، كما أن انخداعهم بالمجاملات الأمريكية والمظاهر الغربية بالاستقبال كان تخديراً لهم ولم يدركوا لعبة برنارد لويس وغيره. وهكذا ظلوا يخرجون من حكومة إلى أخرى ثم أنهم أعطوا مناصب هامشية لا قيمة لها ولا صلاحيات، أضف إلى ذلك أن جميع الصلاحيات بيد الجهات الطائفية العنصرية، وحتى الأكراد كانت مناصبهم شكلية لأنه تم تخديرهم بعملية دولة كردية وهم يدركون أن ذلك مستحيل لا توافق عليه إيران ولا تركيا ولكن لا مانع من حصول القيادات الكردية على مصالح معينة، ولكن عندما زادت الأمور سوءاً وأصبح الناس يعيشون وضعاً لا يطاق لا فرق فيه بين الحياة والموت، ثم إن قضية الهاشمي واللعبة الماكرة الحاقدة ضده قد مرت بصمت لكن ما جرى للعيساوي كشف عن أن الموضوع أخطر وأكبر، وسبحان الله الذي جعل قضية العيساوي تفضحهم فتحرك الناس بعقلية ممتازة سلمية وبعيداً عن الطائفية وسحب البساط من هؤلاء. لذا وجب على العرب أن يستغلوا هذه الفرصة لأن الديمقراطيين أضعف وضعاً نحو الأهداف الخفية للعراق، وإيران مشغولة بسوريا والأكراد وضعهم يقتضي دعما إلى معارضة المالكي بعد أن كشفت أوراقه والآخرين الذين يتوزعون الأدوار تحت مسميات مختلفة. آن الأوان لدعم العراق والانتفاضة وهي فرصة لا تعوض إذا أضاعها العرب فستكون كارثة كبيرة، إن الله قد منح العرب فرصة بهذه الثورة والظروف مواتية وستعيد رسم الخريطة ويعرف الجميع أن الله سبحانه مدبر الكون أقوى من الغرب وإيران وعملائهما من أمثال المالكي ومن وراء المالكي، ولابد من توحيد جميع القوى في صف واحد وكسب الأكراد.