14 سبتمبر 2025

تسجيل

لا تخاف ولا تبوق

09 يناير 2012

مثال جاء في ثنايا أول لقاء حصري بعد تسلمه مهامه الجديدة مع سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية مع صحيفة الشرق يوم الثلاثاء 3/1/2012. وكان سعادته صريحاً وواضحاً في لقائه. فالمهمة الموكولة لجميع العاملين والذين سيعملون من أعلى منصب إلى أصغر وظيفة في هذه الهيئة ليست بالمهمة السهلة ولا اليسيرة، فمكافحة الفساد بجميع أنواعه وصوره وأشكاله ومداخله ومخارجه، فريضة شرعية أوجبها الشرع الحكيم وواجب وطني ومجتمعي من الدرجة الأولى، لتحقيق العدالة والرقابة على بصيرة والشفافية ونشر وتعزيز الأمن والآمان، وللحفاظ على مكتسبات ومقدرات وإنجازات الدولة لتبقى بإذن الله للأجيال القادمة جيلاً بعد جيل، ومكانا للفخر والاعتزاز. والفساد هو " استغلال السلطة العامة والمواقع الوظيفية أياً كان حجمها لتحقيق مكاسب ومنافع خاصة "، وقسم أحد الكُتّاب الفساد الإداري إلى أربع مجموعات يجدر بنا أن نذكرها للفائدة والانتباه والالتفات إليها، وهي: — الأولى: الانحرافات التنظيمية. الثانية: الانحرافات السلوكية. الثالثة: الانحرافات المالية. الرابعة: الانحرافات الجنائية. ولكل من هذه الانحرافات الأربع صور وأمثلة. وبين أيضاً أحد الكُتّاب أن للفساد الإداري آثارا سيئة وكبيرة على الدولة في عدد من مناحيها، ونُجملها هنا " الفساد الإداري له أثر على الإيرادات الحكومية وعلى النمو الاقتصادي، وعلى مستوى الفقر وتوزيع الدخل ". ولنا في الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه الأسوة والقدوة فقد كان " أكثر الخلفاء تطبيقاً ومراقبة ومتابعة على الولاة والعمال في دولته الواسعة الأطراف، فمن مقولاته " إن أهون شيء عندي أن أضع والياً مكان والٍ إذا اشتكى منه الناس"، " وكان يُقاسمهم أموالهم إذا تكاثرت دون مسوغ، وكان يعاقبهم إذا رأى فيهم الفساد أو الانحراف المالي ". ولنا وقفات بإذن الله تعالى مؤسسية مع عمر رضي الله عنه عن العمل الرقابي والمالي المؤسسي. ونأمل من هيئة الرقابة الإدارية والشفافية أن تضع على جدرانها وأوراقها أقوال عمر رضي الله عنه للعبرة والعمل والتفاعل والتميز من أجل قطر والقضاء على بؤر الفساد الإداري والمالي. ونتمنى من هذه الهيئة المباركة الوليدة أن تكون لديها رؤية كما طرحها رئيس الهيئة وهي " السعي لتقديم قطر كأفضل بلد في العالم في مستوى النزاهة والشفافية " ولديها رسالة وقيم واضحة للجميع، وميثاق أخلاقي للعاملين في الهيئة لتسير بإذن الله بخطى واثقة همها الأول رضا الله سبحانه وتعالى في هذا العمل واستجابة للقرار الأميري الذي قلنا عنه في مقال سابق انه قرار في مكانه بامتياز، وكما قال الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه" إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ". "ومضة" دولة تحارب وتكافح الفساد وعندها شفافية في أداء وإظهار أعمالها تستحق بكل جدارة أن تكون الأولى فيما تسعى.