18 سبتمبر 2025
تسجيلتشير الأخبار الاقتصادية إلى نية سوق الأوراق المالية في قطر التوسع في الوقت اليومي المتاح للتداول بزيادة ساعة عمل لنشاط السوق الواعد والذي سجل حسب النتائج الختامية لمؤشر السوق العام الماضي 2010م النسبة الأكبر في الصعود بين قرنائه من الأسواق الخليجية الأخرى مما يتوافق بالطبع مع المكانة الاقتصادية الكبيرة التي تحظى بها دولة قطر في السوق العالمية وفي مجالات الطاقة تحديدا وكذلك حجم الإنفاق الكبير الذي أعلنت عنه الدولة للتجهيزات الأساسية لاستضافة مونديال 2022م الأمر الذي سيوجه البلد وطاقاتها نحو البناء والنمو الاستثماري المكثف وفق سلسلة المشاريع والمنشآت التي أعلن عنها من طرق وملاعب وشبكات النقل والفنادق والمناطق السكنية وتفعيل أداء المطارات والاستثمار في مجالات النقل الجوي وغيرها. وحين الحديث عن السوق المالية القطرية لا يغيب عن بالنا نحن في الإحساء تحديدا تلك الجموع من المواطنين التي شدت الرحال إلى الدوحة أو عبرت الإحساء إلى هناك إبان حملة الاكتتاب في أسهم مصرف الريان في مطلع العام 2006م فقد كان الإقبال كثيفا فتحت له اللجنة المعنية بالاكتتاب أحد الملاعب الرياضية في الدوحة لمواجهة أعداد المكتتبين. وقد رصدت صور متنوعة لجوانب الحدث وعوائده الاقتصادية، إذ ارتفعت نسب إشغال فنادق الدوحة كافة مما حدا بالبعض الإقامة في الخلاء أو تحت خيم مؤقتة جلبت معهم لحين الانتهاء من مهمة الاكتتاب التي وصفت بالتاريخية على مستوى العالم، وكان بالطبع الظفر بالمكاسب والأرباح التي تحققها اقتصاديات سوق قطر هو الدافع لمثل هذا الحضور الكثيف الذي أذنت فيه الدولة هنا لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي بإمكانية المساهمة في رأسماله التأسيسي وكانت تلك التجربة بالفعل مؤشرا واقعيا وملموسا للثقة الكبيرة في اقتصاديات البلاد من العموم سواء أولئك الذين شكلوا مشهد الحدث في الإستاد الرياضي آنذاك أو غيرهم من الاقتصاديين العالميين المهتمين بمتابعة اقتصاديات قطر وقوتها المؤثرة. واللافت للنظر هو الربط بين متانة الاقتصاد المحلي وملعب الإستاد الرياضي محل اكتتاب مصرف الريان. فهل كانت الصورة مدروسة ومعد لها مسبقا ولهذا الربط بين الرياضة والاقتصاد الذي أفضى بعد أربع سنوات لاستضافة المونديال العالمي 2022م في قطر والتي تستعد له الآن بقوة اقتصادية هائلة لتحقيق قصة نجاح تاريخية بل أسطورية توظف فيها فكرة الاستضافة لبناء دولة ذات إمكانات مميزة وتفعيل مكرر للاقتصاد يوظف الأفكار والطموحات والطاقات لبناء تنمية مستدامة تحقق من خلالها قطر حضورا عالميا مستمرا وتنمية منوعة ومستوطنة تفوق احتياجات المونديال المرتقب لتأخذ بالبلاد إلى مصاف الدول الأكثر تقدما حيث جعل المونديال هدفا لهدف أكبر. أعود إلى الإحساء حيث عبرت قوافل المكتتبين في الريان، من هنا فالحديث مكثف أيضا عن إمكانية التفاعل مع الحراك الاقتصادي القطري الضخم والاستفادة من بعض معطياته باعتبار الإحساء اقرب حاضرة سكانية للدوحة وتتوفر فيها العديد من الإمكانات "اللوجستية" المرتبطة بالسوق السعودي الضخم وهذا ما تأكد بالفعل من خلال ما تناقلته الأخبار مؤخرا عن إنشاء بنك سعودي قطري مشترك والنية السعودية أيضا لإقامة مدينة اقتصادية في منطقة سلوى المتاخمة للحدود القطرية وعلى مساحة 300 مليون متر مربع ويؤمل أن تحوي جملة من الصناعات الكيماوية والتحويلية المعتمدة على الغاز. وفي الواقع جدير بهذه الفكرة أن تصل إلى حيز التنفيذ سريعا فليس من المجدي أن تشحن طاقات الغاز القطري إلى الأسواق العالمية وخلف القارات بينما خبرات التحويل الكيميائي وصناعاته متوافرة على بعد أميال قليلة لدى الجانب السعودي إضافة إلى طاقات رأس المال والخبرات المتنوعة وهو ما يدعو إلى التكامل البيني تحقيقا للمصالح المشتركة ورفاهية الشعوب. أيضا هناك قاعدة قوية من التعاون والتبادل التجاري المصرفي المشترك بين البلدين مبنية على الثقة وحوافز العائد الاستثماري هنا فقد سمعت من الأستاذ عبد الله بن فهد بن غراب المري مؤسس ورئيس مجلس إدارة بنك قطر الأول للاستثمار عندما التقيت بسعادته في فندق المملكة بالرياض 2007م كم كانت مهمته سهلة وشيقة عند عرض فرص المساهمة في تأسيس البنك على عدد من الفعاليات والشخصيات الاقتصادية السعودية وفرحهم بتلك الخطوة التي تجاوزت ظروف تلك الفترة. إذا فتمديد ساعات العمل في سوق المال القطرية وتنامي مؤشر السوق محفزات يلتفت إليها كل أبناء الخليج وأبناء السعودية بالذات وحتى لا تكون الشراكة بين الشعبين في حدود سوق المال وحجم شركاته نؤمل في قنوات أكبر وأوسع للتلاقي الاقتصادي والاستثمار المنوع. فكما أن التاريخ بيننا مشترك فالمستقبل أيضا بكل ما فيه مشترك بيننا[email protected]