30 أكتوبر 2025
تسجيلجاءت قمة المنامة بالأمس لتؤكد حرص قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على التكاتف وتوحيد الكلمة، في ظل الظروف السياسية العصيبة التي تعصف بالمنطقة العربية، وذلك من خلال رسم استراتيجية دفاعية جديدة عبر رؤية واضحة ومدروسة، وتكمن في الاستعداد من كافة الجهات لصون حدود دول مجلس التعاون من الناحية العسكرية بريا وبحريا وجويا؛ للشعور بالاستقرار وإشاعة الأمن في ربوع دولنا، مع مطالبة طهران بـ "ضرورة تغيير" سياستها في المنطقة، وبإنهاء احتلال الجزر الإماراتية الثلاث قبل كل شيء.وأكد البيان على ضرورة انصياع إيران للتعامل بشكل واضح مع دول الخليج وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية أو إثارة القلاقل السياسية والابتعاد كل البعد عن نشر الطائفية في الشعوب؛ لدرء الفتن والنعرات التي لا تزيدنا إلا فرقة، إلى جانب إذعان إيران للسير بالاتجاه نحو الحوار البناء والصريح، وهو ما يسهم في الحفاظ على الأمن الاقليمي.ولعل النقطة المهمة التي وردت في بيان المنامة بالأمس التأكيد على تطوير الوسائل الأمنية والدفاعية ومواصلة العمل على تطبيق رؤية العاهل السعودي (2030) في قمّة جدة، وهو ما يستلزم التشديد على أهمية "التحالفات الاستراتيجية" في عالم اليوم لمواجهة التحديات المختلفة.لقد كان البيان منصبا على أن تكف إيران عن التدخلات الصارخة في الشؤون الداخلية لدولنا بشكل صريح، وعدم زيادة التوتر، وهو ما يجب أن تتنبه إليه إيران في الفترة القادمة، بعيدا عن خططها الدنيئة التي بات يعرفها القاصي والداني بعد احتلالها للعراق والتدخل في شؤون اليمن وسوريا على وجه الخصوص!.وهذا ما أكد عليه الزياني في حواره المنشور في "الشرق" القطرية يوم الأحد الماضي، حيث قال:دول المجلس واعية لأهداف التدخل في شؤونها الداخلية، وتدرك تماما أن هذا التدخل يسعى لزعزعة استقرار دول المجلس والنيل من تماسكها وتضامنها والمس بوحدتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي، ومن هذا المنطلق فإن التعاون الأمني بين دول المجلس وعلى كافة المستويات هو السبيل لمواجهة هذا التحدي وإفشال أهدافه. فكلما كانت الجبهة الداخلية لمجلس التعاون قوية ومتماسكة خاب رجاء الساعين للتدخل في شؤوننا الداخلية. وهذا ما تركز عليه الأجهزة الأمنية في وزارات الداخلية بدول المجلس، فالتمرين الأمني المشترك الذي أقيم في مملكة البحرين تحت عنوان (أمن الخليج العربي 1) نموذج مشرف للتعاون والتنسيق الأمني المشترك بين دول المجلس، واستكشاف القدرات والجاهزية والاستعداد الأمني الخليجي. وقد شارك في قمة المنامة "ماي" التي تعد أول امرآة وآول رئيس وزراء لبريطانيا، وثاني زعيم أوروبي يحضر قمة خليجية، وذلك بعد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي سبق أن حلّ ضيف شرف على القمة التشاورية في العاصمة السعودية الرياض في مايو/ أيار 2015.** كلمة أخيرة:البيان الختامي أرسل رسالة واضحة كل الوضوح إلى إيران للكف عن تدخلاتها في الشؤون الداخلية بدول المنطقة؛ لتحقيق الاستقراروالعيش الكريم لكافة الشعوب.