12 سبتمبر 2025

تسجيل

الشماتة بمصاب يحل بأعداء الله عز وجل!

08 ديسمبر 2016

كلما أصيب أعداء الله ورسوله والمؤمنين من الصهاينة أو الطواغيت وأعوانهم بمصاب وتسلل إلى نفوس المؤمنين بعض فرح بذلك بين أكوام الحزن والضنك والبكاء الذي يلف الأمة، نهض قوم ينتسبون للإسلام وأحيانا للعلم الشرعي يرفضون هذا الفرح وينعون على هذه الشماتة، وقاموا يتلمّسون عموميات نصوص ويستقصون شوارد فهوم لتأييد رفضهم ؛ ذلك يطرح السؤال حول حكم الشماتة بأعداء الله إذا حلّت بهم مصيبة أو اجتاحتهم مهلكة؟ وأقول: الشماتة بالكافرين والفرح بمصابهم هي علامة على تمام الولاء للمؤمنين وصحة البراء من أعدائهم، وقد جاء في كتاب الله تعالى: {يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الحكيم} وقوله {ويشف صدور قوم مؤمنين} وقوله في شأن أهل الجنة وأنهم يفرحون بما ينال المجرمين والطغاة من العذاب {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون}. فهذه الآيات كلها نسبت الفرح للمؤمنين بما يحل من بلاء على الكافرين في الدنيا والآخرة، أما وصف المؤمنين بإيمانهم في هذا المقام فهو التفاتة لكون هذا الفرح وشفاء الصدور والضحك تلبس عملي بالإيمان وناتج عنه.في السنة المطهرة أيضا ومن قوله وفعله صلى الله عليه وسلم ما يؤكد جواز الشماتة وإظهار الفرح بمصاب أعداء الله، ومن ذلك صيامه صلى الله عليه وسلم عاشوراء ثم تعليله ذلك بأنه اليوم الذي أهلك الله تعالى فرعون وجنوده وأنجى موسى، كذا فرحه صلى الله عليه وسلم بمقتل أبي جهل يوم بدر حتى إنه مشى ليرى ذلك بنفسه ويملأ منه عينيه.وفي سلوك الصحابة وفعلهم أيضا ما يؤكد ذلك فقد كبروا وهللوا فرحا بمقتل عمرو بن ود العامري على يد علي بن أبي رضي الله عنه في غزوة الأحزاب، وفرح أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - لما جاءه خبر مقتلِ مُسَيْلِمة الكذَّاب، وأيضا فرح علي رضي الله عنه لما وجد الخارجي "ذا الثُّديَّةِ" مقتولًا (للتنويه: ذو الثدية كان منسوبا للإسلام بل للتشدد).وسلفنا الصالح أيضا كانوا يفرحون بموت الطواغيت وحلول الشر بهم ؛ فقد روى حَمَّاد قَالَ: بَشَّرْتُ إِبْرَاهِيْمَ - النخعي - بِمَوْتِ الحَجَّاجِ بن يوسف الثقفي، فَسَجَدَ وَرَأَيْتُهُ يَبْكِي مِنَ الفَرَحِ" وقيل للإمام أحمد بن حنبل: "الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد فهل عليه في ذلك إثم؟ قال: ومن لا يفرح بهذا؟! (ابن أبي دؤاد هذا صاحب بدعة القول بخلق القرآن وهو منسوب للإسلام أيضا).وأقول: المسلم امرؤ منسجم مع نفسه وفطرته فلا يمكن أن يرى أعداء الله تعالى يقتلون المسلمين ويتدسسون بالكيد للأمة وينهبون خيراتها ثم لا يفرح بمحاسبتهم وسقوطهم ولا يشمت بما يحل بهم من سنن الله تعالى، فإن كان المصاب في طغاة المسلمين فالفرح ببلائهم ألزم وعساه يؤدبهم ويؤنبهم ويردهم وأمثالهم من الأحياء إلى الصواب.آخر القول: جملة النصوص تدل بمنطوقها ومفهومها على أن الشماتة بمصاب الطواغيت جائزة، أما المنهي عنه في ديننا فهو أن يكون الشماتة في مصاب مسلم محسن، أو يكون من الأقران والمنافسين بدافع الغيظ والحسد والنكاية وما شاكله.