14 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا الثقافة التركية ؟

08 ديسمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كنت أنتوي الكتابة اليوم عبر هذه الزاوية عن حدثٍ ثقافي عالمي، له علاقة بالتراث القطري والخليجي، وهو تسجيل القهوة العربية والمجالس على القائمة الدولية للتراث الإنساني لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، غير أن حضور الثقافة التركية بمعرض الدوحة للكتاب على هذا النحو الذي تشهده الدورة الحالية من المعرض، جعلني أتوقف عند هذا الزخم، لأرجئ الكتابة لاحقاً عن هذا القرار الأممي البارز إلى سياق آخر. ولسنا في معرض الحديث عن زخم الثقافة التركية بمعرض الكتاب والتأصيل التاريخي لهذه الثقافة، وعلاقتها بالثقافة العربية، بقدر ما يدفعنا الأمر إلى التوقف عند ضرورة توسيع آفاق التعاون المشترك بين الثقافتين العربية والتركية.وأذكر أنني وقبل خمس سنوات، زرت تركيا عدة مرات، ولمست هناك شغفاً لافتاً بالثقافة العربية، بل وتوق إلى استخدامها، كونها لغة القرآن الكريم، ما يجعلها موضع أفئدة الأتراك.وربما كان هذا دافعاً إلى كثيرين منهم لتعلم لغة الضاد، بل وإتقانها، والحرص على الغوص في الترجمة إليها من اللغة التركية، ما يعكس رغبة جارفة لدى الأتراك في الغوص إلى دهاليز العربية.وقد يكون اهتمام أنقرة بإنشاء مراكز "يونس أمرة" لها في خارج البلاد، تعزيزاً لهذا التوجه نحو الرغبة في التواصل مع العرب، عبر لغتهم القرآنية.وما يدل على هذا الاهتمام التركي بالثقافة العربية أن أقسام اللغة العربية وآدابها في الجامعات التركية تحظى بإقبال شديد، خلاف أن للغة العربية مكانتها وأهميتها في التاريخ التركي، بما يمكن الأتراك أنفسهم من قراءة وكتابة التاريخ العربي بشكل صحيح وسليم.وأمام هذا التوق التركي إلى الثقافة العربية، لا يجد الناطقون بالضاد مندوحة لهم سوى تعزيز هذا التقارب والتواصل مع هذه الثقافة، ليصبح الأتراك بالنسبة لنا نحن العرب شريكاً أصيلاً، في ظل عالم التكتلات والتحديات، التي تنعكس على وطننا العربي، خاصة أن الشريك التركي هو الأكثر مصداقية في تعاطيه مع قضايانا العربية، والتي يعتبرها بالأساس قضايا مصيرية بالنسبة له.