20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مع انعقاد معارض الكتب السنوية في الدول العربية، يبدو أن هذا النشاط يكاد يكون هو الوحيد للترويج لثقافة القراءة الحرة، لأن واقع القراءة في العالم العربي هو واقع مخجل، حتى ترددت مقولة منذ سنوات تعبر عن هذا الواقع وهي أن (أمة اقرأ لا تقرأ)، وهذه العبارة المؤلمة هي صدى للأرقام والإحصائيات حول معدلات طباعة ونشر الكتاب وقراءته عربيا. وقد رصدت مؤسسة الفكر العربي ـ التي تختتم اليوم الثلاثاء بالقاهرة أعمال مؤتمرها السنوي (فكر14) ـ إصدار ما يناهز 5000 كتاب في العالم العربي، تمثل 1.1% فقط من معدّل الإنتاج العالمي للكتاب، مقارنة بأكثر من 290000 كتاب في الولايات المتحدة، رغم أن عدد العرب (380 مليونا) يزيد بأكثرمن 60 مليونا عن الأمريكان، كما أن عدد كتب الأطفال الموجهة للطفل العربي لا تزيد على 400 كتاب سنويا، فيما يصدر للطفل الأمريكي 13260 كتابا، وللطفل البريطاني 3837 كتابًا، وللطفل الفرنسي 2118 كتابًا!وحين نرصد إنتاج الكتاب خلال نصف قرن في أكبر دولة عربية وهي مصر، تتحدث الأرقام عن 2142 عنوانا جديدا في مطلع السبعينيات، وقت بدء انتشار التليفزيون، لتتراجع إلى 1680عنوانا مع مطلع الثمانينيات، ولتشهد تراجعا آخر إلى 1451عنوانا في مطلع التسعينيات، ليتواصل التراجع مع بداية الألفية الثالثة.ونلحظ تراجعا تعاقبيا في هذه الأرقام، حتى وصل التراجع في إنتاج الكتب إلى 32%، أي بنحو نسبة الثلث، مع أنه كان من المفترض أن يزيد بنسبة 100%، أي إلى الضعف، نظرا لتضاعف عدد السكان، فضلا عن الانتشار الكمي للتعليم الأساسي وانخفاض نسبة الأمية من 50ـ 35%.وبالتزامن مع هذا التراجع الحاد في احتفال العرب بثقافة الكلمة، نلحظ تصاعدا مذهلا في احتفالهم بثقافة الصورة، ففضلا عن تضاعف أجهزة التليفزيون خلال نفس الفترة عدة مرات، دخل منافس أخطر وأشرس للكتاب متمثلا في أجهزة الهاتف الجوال بعدستي تصوير خلفية وأمامية، والتي يزيد المتداول منها عربيا عن نصف مليار، أغلبيتهم الساحقة يتجولون بين كل ما يمت للصورة بصلة، من صور و"فيديوهات" وألعاب إلكترونية ومواقع "انستجرام" وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي، وبالتالي تزحف ثقافة الصورة بسرعة فائقة، وتتراجع عادة القراءة والمطالعة، ويقل بالتالي الإبداع والابتكار، لأن ثقافة الكلمة هي تمرين للعقل، بينما ثقافة الصورة هي دغدغة للحواس، والمسافة المعرفية بينهما كبيرة.