16 سبتمبر 2025
تسجيلتنعقد بالدوحة غدا القمة الخليجية السنوية بمشاركة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وتأتي القمة في ظروف دقيقة ومرحلة حساسة تمر بها منطقة الخليج والمنطقة العربية بوجه عام.الفقرة أعلاه يمكن أن تكون مقدمة أي مقالة تكتب حول القمة الخليجية منذ أول قمة عقدت عام 1981 بأبوظبي، فمنذ انطلاقة مجلس التعاون الخليجي والمنطقة تمر بمرحلة حساسة ودقيقة، وبالتالي فلن نضيف للقارئ الكريم جديدا بتكرار حساسية المرحلة ودقة الموقف الذي تمر به المنطقة.تأتي قمة هذا العام بعد خلاف خليجي ألقى بظلال الشك حول انعقادها من عدمه، ولكن تم تجاوز الخلاف وانتهى بعد جولات مكوكية لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح تكللت بقمة الرياض التي أعلنت انتهاء الخلاف وفتح صفحة جديدة بالعلاقات الخليجية.يذكر أن ظلالا من الشك حامت حول انعقاد القمة الماضية بالكويت العام الماضي بعد تحفظات المصارحة العمانية على الاتحاد الخليجي، وهو موقف كاد أن ينهي مجلس التعاون الخليجي، لكن جهود الشيخ صباح- مضيف القمة- نجحت في تجاوز ذلك وانعقدت بموعدها.وللمصارحة والصدق، فإن شعورا بالإحباط مازال يخيم على نفسية المواطن الخليجي الذي ينام على دعوات للوحدة ويصحو على خلاف خليجي جديد، ولعل أشد ما أحزن غالبية أبناء الخليج بالخلافات الأخيرة، الحملات الإعلامية التي تطايرت بين الأطراف المختلفة، وهي ظاهرة جديدة في سماء الخلافات التي تعود المواطن عليها، لكنه لم يعهد مثل هذه الحملات المتبادلة التي يخشى المخلصون أن تترك آثارها في النفوس حتى بعد تلافيها وتجاوزها.المؤمل من القمة القادمة تعزيز مشاركة شعوب الخليج ولو من خلال مجالسها الشعبية القائمة، ورفع درجة الشفافية فيما قد يطرأ من خلافات مستقبلا، فالتباينات قائمة، والاختلافات في السياسات واردة، وخلافات الماضي جرت وتعمقت وسحبت السفراء وأشعلت حملات إعلامية دون أن يعرف المواطن الخليجي أسبابها- أو كي أن نكون أكثر دقة- دون معرفته بتفاصيلها. كما على متخذ القرار ضمان عدم تكرار الحملات الإعلامية في حال نشوب خلافات مستقبلية- وهي مسألة واردة جدا.المنتظر من القمة القادمة تفعيل قرارات خليجية سابقة بالتكامل الاقتصادي، وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين بين الدول الأعضاء، وتعزيز وزيادة التجارة البينية، ووضع آلية محاسبة لمن يعرقل تنفيذ القرارات الرائعة للقمم التي يتخذها أصحاب الجلالة والسمو – قادة المجلس، ولكنها في الغالب لا تتجاوز البيان الختامي- مع الأسف الشديد.ترددت تسريبات حول درجة عالية من التنسيق العسكري والأمني، بل وتشكيلات عسكرية لجيش خليجي موحد طال انتظاره، ليكون أكبر عددا وعدة من درع الجزيرة، وهي استعدادات ملحة تقتضيها المرحلة "الدقيقة والحساسة"، فالحروب على أبواب المنطقة شمالا ضد داعش، وجنوبا بين الحوثيين وباقي اليمنيين، وشرقا تحد إيراني للهيمنة والدخول المباشر في القتال على الأراضي السورية والعراقية وفي أجوائها بقصف طائراته الحربية داخل العراق، وهو الأمر الذي رحب به وزير خارجية الحليف الاستراتيجي الأمريكي –جون كيري، مع الادعاء ببلادة مقرفة أنه لا يوجد تنسيق مع الإيرانيين في ذلك!بحوار "لمجموعة مراقبة الخليج"، وهي نخبة متميزة من مثقفي دول المنطقة، شكك بعضهم بانتهاء الخلافات الخليجية وتنبأوا باندلاعها بعد انتهاء القمة، وانحزت للفريق المناهض لفريق التشكيك، ورددت متفائلا: سنرى مفاجآت بقمة الدوحة، وقرارات لن تكون حبرا على ورق، بل ستكون قمة ولا كل القمم، والأيام بيننا!!