31 أكتوبر 2025
تسجيلما زالت حكومات وإعلام دول الخزي والعار تتلاعب بمشاعر الشعوب بكل خسة وقذارة لا أمانة ولا ذمة تراعى في مصارحة هذه الشعوب والخسارة فادحة على كافة الأصعدة حدثني صديق من إحدى دول الحصار بأن دولنا أصبحت هي التي تحاصر من قبل قطر، وتكاد تنهار بسبب قوة وصمود قطر بحكومتها الصابرة وشعبها الباسل في هذا الحصار الجائر والظالم بحق دولة جارة لنا وصديقة .. إلا أن المعادلة في هذه الأزمة قد حولت – مع الأسف - الصديق والقريب إلى عدو .. كما تحول العدو إلى صديق في إشارة واضحة إلى أعدائنا! . ولا نلوم هذا الصديق ورؤيته الصائبة التي تعبر عن صوت العقل بعيداً عن كافة الظنون وسوء النوايا التي تفكر بها حكومات دول الحصار ضد قطر خلال هذه الأزمة المفتعلة، التي لا تخضع إلا إلى ضمير غير مدرك للحقيقة .. فقد مات الوفاء ومات معه الحب والسلام وكل ما كنا ننشده في السابق . فقد انقلبت الأمور:وتغير معها كل شيء.. فمنذ متى كانت دول مجلس التعاون الخليجي تهرول الى مصافحة الإسرائيليين وتؤيد إبادة الفلسطينيين .. وبينما عاش الحكام والأمراء والملوك السابقون عندما حافظوا على مبادئهم حتى وفاتهم وفاء للقدس ولفلسطين المغتصبة، ولم يقولوا لإسرائيل في يوم من الأيام : أهلا ومرحبا بكم في بلادنا، ونحن أول من يزوركم اليوم لتدافعوا عنا وعن حدودنا الجغرافية .وهذا يحدث اليوم بأوامر فوقية يعلمها الجميع ويصدقها كل عاقل ومجنون يعيش بيننا .. كما لا يكاد يصدق ما يحدث بالفعل من انقلاب في السياسات وتحول مذهل في القيم والمبادئ المسلم بها والتي كانت في السابق تحرص كل الحرص على وحدة البيت الخليجي والعربي في عدم التفريط بمكانة وقوة مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس سنة 1981 م لتحقيق بعض الأهداف النبيلة من أجل عدم المساس بكياننا ووحدتنا التي ننشدها جميعا ونحتاج إلى التاكيد عليها اليوم! . لا تستخفوا بشعوبكم:رسالة من كل المواطنين الذين ينتمون إلى دول مجلس التعاون الخليجي يرسلونها هذه الأيام إلى كل الحكام .. أي حكام مجلس التعاون .. مفادها :" تفنى الحكومات .. وتبقى الشعوب " .. وهذه المقولة تعني لنا الكثير لأنها غزيرة الأبعاد .. فالدول زائلة والحكومات إلى زوال أيضا، عاجلا أو آجلا .. ومن لا يصدق ذلك فلينظر الى من حوله .. كم من حاكم غادرنا إلى الدار الآخرة بلا رجعة مهما كانت قوته او غطرسته ؟ وكم من الحكام ممن سيرحل اليوم قبل الغد ؟ .. ولكن يبقى السؤال :ماذا قدم هؤلاء إلى شعوبهم؟والسؤال الأهم هو:إلى متى كل هذا الاستخفاف بالشعوب والضحك على عقولهم ؟.ومثله أسئلة كثيرة تطرحها الشعوب اليوم لمعرفة الإجابة عنها .. ولعل الاجابة عنها قد لا تكون قريبة بل بعد حدوث ما لا تحمد عقباه في المنطقة لا قدر الله عندما تحل الفوضى وتتغير الخرائط الجغرافية عن السابق وكما تهوى الأعداء ونحن نتفرج على مشهد المسرحية القادم!! . ومن هنا:فقد جاءت كلمة سعادة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني قبل أسابيع مدوية ومزلزلة .. وكانت بمثابة رسالة مباشرة وواضحة إلى دول الحصار عندما قال :" دول الحصار ترفض الحوار الحضاري مع قطر في أزمتها المفتعلة.. وتستخدم القبيلة وتسييس الدين في ذلك .. وعليها الكف عن الاستخفاف بعقول الشعوب والارتقاء بخطابهم. كلمة أخيرة : هناك حكمة كنا نرددها في السابق وأثبتت صحتها اليوم .. تقول: "تستطيع أن تضحك على غيرك ساعة ولكن لا تستطيع أن تضحك عليهم كل ساعة" .. وهذا ينطبق على حكومات دول الحصار عندما استخدمت كل الاوراق للزج بها لتشويه صورة قطر وقيادتها الصامدة وشعبها المناضل، ففشلت فشلا ذريعا في تحقيق ذلك .. لأن شعوبهم لم تعد تصدق شيئا مما تدعي ضد قطر! .