07 نوفمبر 2025
تسجيلكيف تستثمر ومتى وأين هي الأسئلة التي لابد أن يجيب عليها أي مستثمر قبل أن يوظف أمواله في أدوات استثماريه وما لا يتوقعه معظم من هم يهمون بالاستثمار أن ما تستثمر فيه هو ثقافة الآخر مهما تكن الأرقام والتحاليل في نهاية المطاف هي ثقافة المؤسسة وثقافة المجتمع هي جوهر نجاح تلك المؤسسة أو ذلك المجتمع فثقافة أبل غير ثقافة ميكروسفت وثقافة سامسونج غير ثقافة سوني وكل ثقافة لها قدرات وإمكانيات تمكنها من القيام بدور يميزها إن الشركات الأمريكيه لها ثقافة مختلفة عن مثيلاتها في أوربا فالشركات والبنوك الأمريكية أكثر جسارة وتجارب تقبل الجديد ولا تعتمد الأفكار المسبقة برغماتية في قراراتها لا تتردد عن الإقدام والدخول في أعمال وشراكات في مختلف البلدان الفشل جزء من طبيعة العمل وعند الخسارة توقف العمل وتبحث عن فرص أخرى وعند الربح تتمدد وتتوسع وتنمي قدراتها وممارساتها الجديدة المكتسبة في الخارج. كل أمة تتكون من أفرادها وكل شركة تتكون من موظفيها وكل فرد يعتمد في سلوكياته في الأساس على ثقافة مجتمعه فهي البنية الأساسية لمفاهيم الأفراد وتعمل الشركة أو المؤسسة على بناء هياكلها الفوقية على تلك الأسس التي أنشأها المجتمع والتجانس بين منظومتي المفاهيم تكون المحرك للشركة وقدرتها على المنافسة وتفضيل المستثمر لشركة على شركة وبلد على بلد فالشركة والبلد الذي تطمئن له تستثمر فيه أما البلد الذي لا تثق في سيادة القانون فيه أو تراخي تطبيقه فيه أو انتشار الرشوة فيه أو انتشار الجريمة فإنه مكان لا يصلح للاستثمار إذا من يرى أن الاستثمار هو مجرد أرقام لا بد يعيد تفكيره فالبلد الذي يشتهر بالشفافية وسيادة القانون و يحترم الثقافة والتعليم والقراءة ويتعامل بشكل حضاري بعيد عن أخذ القانون بيده أو مخالفة القانون فالاستثمار فيه مطلوب من يعتقد أن الاستثمار هو عمل مجرد يجب أن يراجع نفسه فنحن أول ما نختار هو البلد الذي يعمل بشفافية بعيد عن الفساد ويحترم القانون، فالمناخ التنظيمي والتشريعي والمؤشرات الاقتصادية والاستقرار عوامل أساسية، ينظر إليها المستثمر عند التفكير في دخوله واستثماره لأمواله في أية سوق.واليوم أصبحت السوق والمستهلك عوامل ومصدر قوة وتمكين حيث إن المصنعين اليوم كثر والصناعة شاعت بين الأمم فلم تعد مصدر قوة كما كانت بل إن المنافسة بين الدول والمصنعين اليوم تحيل الأهمية من المصنع إلى المستهلك ومن الصناعة إلى السوق فالكل اليوم يبحث عن السوق أما الصناعة والمنتجات فهي متوفرة مما حدا بالشركات لتحويل استراتيجيتها من التركيز على المنتج إلى التركيز على المستهلك وأصبحت الاستراتيجيات تتمحور حول رغبات المستهلك ومراكز الأبحاث تقوم بابتكار ما يطلبه المستهلك لم تعد الأبحاث أو الابتكارات تعتمد الأفكار المجردة بل توفير ما يطلبه السوق ولذلك فقد انتقلت الأهمية من المصنع والأفكار المجردة إلى توظيف كل طاقات الشركات والمؤسسات ومراكز الأبحاث في خدمة السوق. إذن اعتبار السوق نقطة قوه أمر ضروري وأمريكا والغرب يدرك ذلك ولذلك فهو يمنح استثناءات لدخول سوقه وتعمل بقية دول العالم لدخول السوق الأمريكي ونحن في قطر اليوم نملك ما هو أفضل ليس سوق الاستهلاك فقط بل سوق المشاريع وفي هذا يسعى رؤساء الدول لتمكين قطاعهم الخاص من الاستحواذ على بعض المشاريعوأكثر من ذلك فإن الشركات الكبيرة مثل الخطوط القطرية وفي طلبياتها للطائرات هي قادرة على لفت انتباه أكبر الدول والشركات كل هذا يمكننا من تحقيق مصالحنا وتحسين احتمالات حفظ حقوقنا، وبالتالي فإن الاستثمار هو حجر الأساس لمستقبلنا الاقتصادي والمحافظة على مستوى المعيشة للمواطن فكلنا نعلم أن قطاع الطاقه قارب على الأفول فإما نضوب وأما إحلال مصادر الطاقة المستدامة بدله من الطاقة الشمسية إلى طاقة الرياح إلى غير ذلك من أنواع الطاقة المتجددة، ولذلك فإن الاستثمار يتجاوز محدودية خياراتنا من ضيق السوق إلى ضعف البيئة إلى ضعف التشابك الصناعي فالاستثمار بإمكانك اختيار أفضل الشركات وأعرقها وأفضل الشركات المبدعة فبإمكانك التنويع دون عناء وبإمكانك تحديد حاجتك من التدفقات النقديه لرفد الميزانية ولديك القدرة على تجنب الأزمات فتبيع ما هو في مرحلة تحول إلى ما هو مستقر ومن الاقتصاد المتردي إلى الاقتصاد المتنامي ومن القطاع المتراجع إلى القطاع النشط تختار البلد وتختار الشركات وتختار الاقتصاد وأنت في كرسي التوجيه الكل يريد رضاك وعلى استعداد لتقديم القرابين لإرضائك.