17 سبتمبر 2025

تسجيل

التحديات التي تواجه اللغة العربية في إفريقيا (2)

08 نوفمبر 2014

ثانياً - إثارة النعرة المحلية:من الوسائل التي استخدمتها فرنسا أيضاً للقضاء على اللغة العربية تشجيع نعرة اللغات المحلية، حتى المندثرة منها، كما هو الحال بالنسبة للأمازيغية في المغرب العربي، حيث أنشأت لها أكاديمية في فرنسا عام 1967م، هذا على الرغم من أن اللغة البربرية التي يتكلم بها بعض سكان شمالي إفريقيا، وبخاصة في الجزائر والمغرب هي في حقيقتها ليست لغة واحدة لكل القبائل البربرية، وإنما هي عدة لهجات يصل عددها إلى 1200 لهجة.ثالثاً – تشجيع العامية:وإذ وجدت القوى الاستعمارية أن العربية كاسحة ولابد منها: شجعت العامية Colloquial وحاربت الفصحى: لأن العامية تتعدد لهجاتها فتفرق، أما الفصحى فتوحد.ولعل التاريخ يعيد نفسه، فالدعوة إلى العامية بدلاً من الفصحى، بدأت في كل من مصر وسوريا وبلاد المغرب على يد كل من: ولكولس، وعبدالعزيز فهمي، وسلامة موسى، وأنيس فريجة وغيرهم، وتصدى لهم نفر من ذوي الغيرة على العربية، وأوردوا الحجج التي تبطل هذه الدعوة.وفي جنوب السودان قامت السياسة البريطانية على محورين؛ الأول محاربة اللغة العربية وتشجيع استخدام اللغة الانجليزية بدلاً منها؛ لتستعمل في حالة صعوبة استعمال اللهجات المحلية، والثاني: تشجيع الموظفين في المديريات الجنوبية (جنوب السودان) على تعلم اللهجات المحلية، وبذل كل جهد في هذا الشأن بنشر بعض المجموعات اللغوية المحلية لتسير اللغة.وكان هناك ضغط على الموظفين والحكام البريطانيين العاملين في جنوب السودان لبذل كل الجهود لتعلم لغات أهالي المناطق التي يعملون بها وعاداتهم، وكان هذا، كما سبقت الإشارة، يمثل جانبا من المخطط العام الذي يستهدف إحلال لغات بديلة عن العربية، كالانجليزية واللغات المحلية.رابعاً – كتابة اللغات الإفريقية بالحروف اللاتيني:وذلك بعد أن كانت تكتب بالحرف العربي كما حصل مع لغة الهوسا والسواحلية وغيرها، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسكو) مجهودات جيدة في سبيل كتابة لغات الشعوب الإسلامية بالحرف العربي.ومن فضل الله علينا أن اللغة العربية بقيت لغة مهمة في شتى أنحاء إفريقيا على الرغم مما بذله الاستعمار من جهود كثيرة ومع أن الإرساليات والطوائف التنصيرية قامت بتسهيل نشر الدين النصراني والثقافة الغربية في نفوس هذه الشعوب الإفريقية.هذا وبالله التوفيق.