21 سبتمبر 2025
تسجيلمن مخطط بنرمان إلى تدبير سايكس بيكو وصولا إلى بلفور وجاء الرد من القيادات العربية الشابة، فقد كانت مخاوف بنرمان ان تتوحد الأمة العربية وهي من تملك المقدرات الهائلة والجغرافيا المحورية، ولكن ما لم يتوقعه لا بنرمان ولا سايكس ولا بيكو، قدرات الإنسان العربي الهائلة وتلك الإمكانات هو ما نراه اليوم من القيادات الشابة في المنطقة العربية، من دور قطر في الوساطات والطاقة وفي الأمم المتحدة الى الدور السعودي في أوبك وأوبك بلس والأوضاع الجيوسياسية والأحلاف التي تدار برؤية واستراتيجية والى التموضع في خريطة العالم للنفوذ والقرار العالمي، فقد عبر السيد بايدن الرئيس الامريكي عن عدم رضاه عن المملكة العربية السعودية وعن عزمه عزل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأعطى الأمر للدولة العميقة لتنفيذ قراره، ووعد بعدم التعامل او السلام على ولي العهد حتى حين اضطر لزيارة السعودية لم يصافح الأمير وفاء لوعوده لناخبيه وللرأي العام في أمريكا، وبعد الزيارة وجه السعودية ومعها اوبك واوبك بلس برفع الانتاج وخفض أسعار الطاقة لتحسين الظروف الاقتصادية الامريكية وتلبية لمطالب الناخبين الأمريكيين ومراعاة للسياسيين وصناديق الانتخابات فرضا الناخبين ضرورة للبيت الابيض وللانتخابات النصفية وتعزيز لمكانة الحزب الديمقراطي، لكن وعلى غير المتوقع خفضت اوبك واوبك بلس الانتاج وحافظت على معدلات العرض والطلب في السوق، وبدأت تبطل اوراق الضغط لدى واشنطن، فوقعت اتفاقية سلام مع ايران الفزاعة الامريكية في المنطقة ثم عززت علاقاتها بآسيا مع الصين اقتصاديا ودفاعيا وصناعيا واصبح السوق الصيني المستقبل الاكبر للصادرات وللنفط السعودي، وحسنت علاقاتها مع تركيا بوساطة قطرية ودخلت في شراكات اقتصادية ودفاعية نوع من مصادر الصناعات الدفاعية بشكل غير مسبوق لدى السعودية واذا اخذنا في البال الدعم الروسي للصناعات السعودية تبرز صورة لقطاع تم انشاؤه ولكن اصبح عملاقا في فترة قصيرة اغنت عن الضمانات والشراكات الدفاعية الامريكية، وفي المرة التالية تغير لحن حديث سيد البيت الابيض من توجيه الى طلب خاصة ان معدلات التضخم اصبحت ملحة والفيدرالي سيرفع اسعار الفائدة مما قد يهدد النشاط الاقتصادي ويدفع الناخبين والمزاج العام في امريكا للتذمر من الادارة الامريكية ومن الرئيس ومن حزبه، وبدا طلب الرئيس الامريكي في الحالة الثالثة وكأنه يترجى من اوبك واوبك بلس برفع الانتاج لخفض اسعار الطاقة التي بدأت تقض مضجعه خاصة ان اسعار الطاقة تعدت التسعين دولارا مما ينذر بمخاطر كبيرة على الاقتصاد الأمريكي، لكن السعودية خلال هذه الفترة استطاعت ان تبني علاقاتها مع الصين وتحقق اتفاقا مع ايران بضمانة صينية، مما دفع امريكا لمراجعة ذهنيتها واسلوب التعامل مع المملكة العربية السعودية، فأمريكا لم تعد متأكدة ان مطالبها قد تستجاب من قبل المملكة، بل ان الهوة بين امريكا والسعودية تزداد والتهديد من قبل البيت الابيض قابله سلوك واثق وواضح حيث استطاعت السعودية اعادة هيكلة العلاقة مع امريكا بشكل جعل من هدد بتغييرات في المملكة يتعرض للتغيير من قبل المملكة، بل ان نفاذ القدرة السعودية لتؤثر على الناخبين في حياتهم اليومية من والى العمل مرورا بمحطات البنزين والنظر لأسعار الوقود تزداد كل يوم جعل من حظوظ الديمقراطيين والرئيس الامريكي اقل وفي تدنٍ مستمر، وقلب الطاولة على امريكا من سعر البنزين الى العلاقات الصينية والايرانية والروسية مما حدا بأمريكا لإعادة التفكير ولكن كان واضحا من هدد ومن نفذ بدون تهديد فبعد ان كان الفكر التقليدي وهو ان سيد البيت الابيض هو من يتحكم في القرار قلبت السعودية الطاولة واثبتت ان الواقع مغاير تماما وان قدرة السعودية على التأثير بالناخب الأمريكي تظهر حقيقة وواقعا مخالفا لما رسخ في الاذهان فإذا كان هذا حال البيت الابيض في مواجهة التمدد الصيني الى المقاومة الروسية فما بال الكيان المغروس من بنرمان في حين تعملق المنطقة العربية والمقاومة في اقصى طوفانها. فنحن إذا بلغ الفطام لنا صبيا، تخر له الجبابرة ساجدينا