17 سبتمبر 2025

تسجيل

نجوم من بلدي (9)

08 أكتوبر 2016

كان الصديق الفنان محمد أبو جسوم أول خريج مسرحي تحمّل عبء دراسة التمثيل والإخراج، وكان الصديق الدكتور مرزوق بشير أول ناقد يحمل شهادة علمية في هذا الإطار، أما في مجال السينما، فهناك المرحوم إسماعيل خالد وعلي التميمي الذي سجل محاولات عدة في برامج تليفزيونية، ولكنه هرب بجلده من هذا الجهاز السحري. في مجال المسرح هناك العديد ممن درسوا الإخراج، الصديق موسى عبدالرحمن، سيار الكواري، حسن إبراهيم، محمد المسلماني، ولكن الغريب في مجال المسرح أن خريجي النقد الأبرز في مجال الإخراج؛ بدءاً بالصديق حمد الرميحي مروراً بالفنان غانم السليطي، والأغرب أن يبتعد من درس الإخراج عن الممارسة، وإلاّ ماذا نقول عن غياب الصديق سيار الكواري، حسن إبراهيم، عبداللطيف الشرشني، والظهور على استحياء مثلاً لسلمان المري، ووجود عدد من المخرجين ممن لم يتلقوا أصول هذا الفن في المعاهد. ولكن يملكون الموهبة الحقيقية، وقدموا محاولات ناجحة عبر سنوات، منهم أحمد مفتاح، فهد الباكر، سالم المنصوري، فيصل رشيد، علي الشرشني، أحمد العقلان، أحمد الفضالة، وعدد آخر، هذا لا يعني خلو الساحة ممن درسوا وتلقوا أصول اللعبة في المعاهد. لا.. بل هناك الفنان القدير فالح فايز، وهناك جاسم الأنصاري، وهناك المتميز ناصر عبدالرضا.. في كثير من الأوقات أطرح تساؤلاً هل وصل عشق ناصر للإخراج المسرحي، إلى إحجامه عن تأدية دوره فوق خشبة المسرح، أو عبر الشاشة الصغيرة، ناصر مهموم بالمسرح، وهو في كل خطوة يؤكد أنه الأبرز والأخير.. وهو الضلع الثالث في إطار الألق القطري في مجال الإخراج، الشيء الأهم أن هذا الفنان المبدع في كل عمل يطرح رؤاه عبر التجريب بوعي، ومن ثم فإن محاولاته تختلف شكلاً ومضموناً عن تجارب الآخرين، فهو يذهب إلى طرح القضايا الاجتماعية، ومن ثم يذهب إلى طرح الإطار التعبيري، في رؤيته في العمل الثاني، تتعدد مدارسه الإخراجية، فإذا كان غيره غارقاً في الإطار الواقعي الفج، والأقرب إلى الطبيعي، وإذا كان رفقاء الرحلة يهتمون بالمدارس التجريبية، فإن ناصر عبدالرضا لا يقف عند مرحلة، أو محطة، أو تجسيد، وطرح إطار أحادي. هو كالنحلة يأخذ من كل اتجاه مسرحي، ما يوائم أحلامه وطموحاته وأحلامنا معه.