13 ديسمبر 2025

تسجيل

وباء مؤسسي

08 أكتوبر 2012

قد تصاب المؤسسات والمنظمات ببعض من الأوبئة والأمراض المؤسسية، في بعض الأحيان قد تكون قاتلة بمعنى أنها قد تقضي عليها، أو تشل حركتها وتكون موجعة لها، وفي أحسن الأحوال يمكن معالجتها والتخلص منها بعلاج مستمر وقوي. فمن هذه الأوبئة المؤسسية "التجسس" الكريه الفعل والمسلك والوسيلة، بمعنى أنه يتتبع معايبهم وعثراتهم وما يقولونه ويتداول بين الموظفين والبحث عنها بشتى الطرق والوسائل، فالكل يبعث عيونه أي أن المسؤول العام يتجسس على مسؤولي الإدارات والموظفين، ومسؤولي الإدارات يبعثون عيونهم على موظفيهم، ومسؤولي الأقسام يرسلون عيونهم على من تحتهم. وهكذا، أهذه مؤسسات وإدارات؟ أماذا...؟؟؟ فسلامة أي وزارة أو مؤسسة أو منظمة من هذه الآفة هي العامل الرئيسي لضمان النهضة والتطوير وتوصيلها إلى شاطئ الأمان والراحة والرضا. وكذلك الموظف والعامل هو الركيزة واللبنة المهمة في أي مؤسسة وتقدمها وتسيير إجراءاتها وتحسين أدائها. إنها آفة ووباء إذا انتشرت فقل على مؤسساتنا الوداع، فتتزعزع الثقة، ويحل سوء الظن، وتستغل موارد المؤسسة لصالح الشخص، وتعم المنفعة الذاتية، ويمحى الرضا والانتماء الوظيفي، ويلُبس ثوب الحقد، ويزرع التباغض والعداوة بالقلب والأقوال، وتوغر الصدور، ويصير الحذر من كل شيء وفي كل شيء وهي القيمة السائدة في المؤسسة. " إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم"، فليحذر ممن ابتلي بهذا الوباء أن يتخلص منه والابتعاد عنه، لأنه مطية السوء، وسواد في السريرة، وله تأثير على السير والمسيرة في العمل المؤسسي. وهو دليل على ضعف وخلل ودناءة نفس في بعض مسؤولي هذه المؤسسة أو تلك المنظمة. فما حال ذلك الموظف الذي يعلم أن مسؤوله يرسل إليه من يتتبعه ويرصده. فكلما اشعر المسؤول الموظفين في هذه المؤسسة وتلك المنظمة بالتفهم وتبادل الآراء والثقة المتبادلة والمرونة المنضبطة، ويزداد الحرص من الجميع والانتماء الحقيقي والاحترام لهذه المؤسسة. فإن أرادت أي مؤسسة أن تحافظ على مستواها وأدائها وتنشد الجودة في العمل، فعلى مسؤوليها الابتعاد كل البعد عن هذا الوباء بالكلية والتخلص من هذا الداء، وأن يحسنوا الظن والثقة وأن يقدموه على الإساءة بموظفيهم وجميع العاملين فيها ليستقيم العمل في المؤسسة من جميع النواحي والاتجاهات ويتحرك بقوة وبفاعلية. "ومضة" "فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر". وما أجمله وأروعه من توجيه نبوي كريم، يجدر بنا أن نتخذه شعاراً عملياً في مؤسساتنا وأن يعمل به كل مسؤول ليخرج على موظفيه وهو سليم الصدر.