12 سبتمبر 2025

تسجيل

"وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام"

08 أكتوبر 2012

أنتم معشر الشباب تجسدون – بمشيئة الله – مستقبل هذه الأمة، فإذا كنتم صالحين جادين كانت الأمة كذلك، تسعى إلى استعادة دورها الإرشادي ومكانتها بين الأمم، ولهذا فإن هذه الأمة في حاجة إلى جيلكم الجديد القادر على العطاء، الصابر على طول الطريق، ولا حدود لطموحاته. البداية أيها الشباب في تحرير النية والسعي في مرضاة الله، فالنية الصالحة تجعل الأعمال الصغيرة كبيرة، والنية السيئة تحول الأعمال الكبيرة إلى أعمال صغيرة، ولو أنكم عرفتم الآمال العريضة التي كان يحملها عظماء هذه الأمة، لأدركتم كيف تم تشييد الحضارة الإسلامية الرائعة. ويذكر التاريخ أن هند بنت عتبة – رضي الله عنها – كانت تسير في أحد دروب مكة، وفي صحبتها ولدها معاوية وهو صبي، إذ قالت لها إحدى النساء إن ابنك هذا سيسود قومه، فقالت هند: عدمته إن كان لن يسود سوى قومه! وقد ظل معاوية واليا على الشام عشرين سنة! وواليا على عموم المسلمين عشرين سنة أخرى، وقد عبر الكثيرون عن مديحهم للطموح العالي، ومن ذلك قول ابن القيم: علو الهمة من علامة كمال العقل وان الراضي بالدنوء دنىء، وقال المتنبي: وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام أصموا آذانكم معشر الشباب عمن يقول: "ما ترك الأول للآخر شيئاً" وعمن يقول: "ليس في الإمكان أبدع مما كان" فالساحة مليئة بالفرص العظيمة، وأنتم في حاجة إلى الطموحات الكبيرة، وان طاقاتكم الكامنة ستظل مهمشة ومعطلة إذا لم تبعثوها وتستفزوها من خلال الأهداف الكبرى. قال صاحبي: ما الذي يعنيه هذا بالنسبة لشبابنا؟ قلت: إنه يعني الآتي: 1- حرروا نفوسكم باستمرار من اليأس والإحباط، ولا تسمعوا أبدا لكل أولئك الذين يزرعون فيكم الخوف، ويسحبونكم نحو الخلف. 2- احلموا بالحصول على الأشياء في إطار مبادئكم، ثم فكروا في السبل التي يمكن أن تسلكوها لبلوغ ما تحلمون به، وما أروع قول أحد الحكماء: "ليس الشباب بسواد الشعر ولا بنضارة البشرة. إنما الشباب بالارتقاء المستمر على مستوى العقل والروح...". 3- اكسروا رهبة الخطوة الأولى وانتقلوا من التنظير والتخطيط إلى العمل والتنفيذ. 4- اصرفوا جزءا من أوقاتكم في تطوير أنفسكم والاستفادة من الامكانات التي بين أيديكم. 5- عوّدوا أنفسكم النهوض بعد كل كبوة، فطريق المجد مملوء بالأشواك والأحجار. 6- هموم الكبار كبيرة وهموم الصغار صغيرة، وبعض الناس يملكون كل مقومات العظمة، لكنهم لم يصبحوا عظماء لا لشيء إلا أن اهتماماتكم تافهة!