16 سبتمبر 2025

تسجيل

تأثير الفراشة

08 سبتمبر 2022

يعتبر مصطلح تأثير الفراشة أو نظرية الفوضى تعبيراً مجازياً عن نظرية فلسفية فيزيائية، تفسر العديد من الأحداث الكونية بطريقة منطقية، وإن بإمكان فعل صغير جداً في وقت ما بمكان ما، تنتج عنه سلسلة من الأحداث المترابطة والمتتابعة في وقت آخر بمكان آخر بقوة أكبر وأعظم، وإن الواقع والحياة نظام ديناميكي معقد ما هو إلا بالأصل توازن دقيق ما بين الاستفزاز والفوضى حيث إن رفرفة جناح الفراشة في طوكيو، يمكن أن تحدث إعصارا في نيويورك. فنظرية تأثير الفراشة أو الفوضى قد منحت الإنسان تفسيراً ونظرة مختلفة لمجرى سريان الأحداث من حوله، مثل كرة ثلجية صغيرة متدحرجة يمكن أن تحدث لنا دماراً هائلاً إذا استمرت في الدوران، وامتلأت لحد الضخامة، وهناك مقولة انجليزية قديمة يعنى فيها أن "مسمارا صغيراً تسبب في هلاك مملكة"، وتبدأ بضياع مسمار في حدوة الحصان، وبضياع الحدوة ضاع الحصان، وبضياع الحصان ضاع الفارس، وبضياع الفارس ضاعت الرسالة، وبضياع الرسالة خسرنا المعركة، وبخسارتنا للمعركة ضاعت المملكة وتم احتلالها من الأعداء، كل هذا بسبب مسمار صغير في حدوة الحصان والذي لربما ظننا أن سببه بالأساس تافه وبسيط وهو في جذور الحقيقة بداية شرارة المصيبة. ومفهوم هذه النظرية عميق جداً، حيث إنه تستخدمه أغلب الشركات العالمية حيث تخترق قطاعات السوق التجارية من أسفل الهرم من خلال إدخال تغيرات صغيرة وبسيطة على منتج معين مما يغير من استراتيجيات التسويق ويترك أثراً كبيراً على المستهلك ويزيد من استهلاكه، وحتى سياسة خفض أسعار بعض السلع الاستهلاكية بغرض البيع لفترة ومن ثم رفع السعر مرة أخرى لن تغير من استهلاكه إذا ما اضفنا شيئاً جديداً وبسيطاً للمنتج في كل مرة عند البيع. فحياتنا هي سلسلة أحداث مترابطة، فما يحدث في حياتك الحالية هي نتاج ماضيك، وأنك لا تستطيع تغيير الماضي، ولكن تستطيع تغيير المستقبل وما هو قادم من خلال استحداث فكرة أو إحداث شيء بسيط كالفراشة الصغيرة التي غيرت العالم وأحدثت التغيير بغض النظر عن نوعه سلبياً كان أم إيجابياً، وهو ما يدخلنا بقانون التنبؤات، واستشراف نظرة المستقبل بناء على تغيرات الحاضر البسيطة. خاطرة،،، نحن نعيش في عالم متكامل ومتصلون ببعضنا البعض بطريقة أو بأخرى سواء بوعي منا أو بدون وعي فنحن نؤثر ونتأثر ببعضنا البعض.